للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١٤٣) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (١٤٤)[الصافات: ١٤٣ - ١٤٤]، وقولُ أهلِ الجنةِ فيها: ﴿إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (٢٦) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (٢٧) إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (٢٨)[الطور: ٢٦ - ٢٨].

• وجعلَ اللهُ لشرحِ الصدرِ ونعيمهِ وطمأنينتهِ أسبابًا متعددةً: اليقينَ، والإيمانَ، والإكثارَ من ذكرِ اللهِ، وقوةَ الإنابةِ إليهِ، والقناعةَ بما أُعطيَ من الرزقِ، وحصولَ العلمِ النافعِ، وتركَ الذنوبِ، والمبادرةَ بالتوبةِ مما وقعَ منها، وشواهدُ هذا كثيرةٌ، منها: قولهُ تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: ٢٨]، ﴿أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ﴾ [الزمر: ٢٢]، ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (١٣)[الانفطار: ١٣] وشمولُ هذا النعيمِ لنعيمِ القلوبِ في الدنيا ظاهرٌ، ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النحل: ٩٧]، ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (١٤) كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (١٥)[المطففين: ١٤ - ١٥].

• وجعلَ اللهُ ضربَ الأمثالِ في كتابهِ طريقًا عظيمًا من طرقِ التعليمِ الذي تتبينُ وتتوضحُ بهِ المطالبُ العاليةُ، والعقائدُ الصحيحةُ والفاسدةُ:

- كما مثَّلَ كلمةَ التوحيدِ والعقيدةَ الحقَّةَ الصحيحةَ: ﴿كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ﴾ في قلبِ المؤمنِ، ﴿وَفَرْعُهَا﴾ من الأعمالِ والأخلاقِ ﴿فِي السَّمَاءِ (٢٤) تُؤْتِي أُكُلَهَا﴾ أي: منافعَها، ﴿كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا﴾ [إبراهيم: ٢٤ - ٢٥].

- ومثَّلَ ضدَّ ذلكَ بالشجرةِ الخبيثةِ التي لا لها أصلٌ ثابتٌ ولا فرعٌ نافعٌ.

- ومثَّلَ المشركَ بربهِ كالعبدِ الذي يتنازعهُ شركاءُ متشاكسونَ، والموحِّدَ المخلصَ للهِ السالمَ من تعلقهِ بغيرهِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>