* ومنها: أنَّ المؤمنينَ باللهِ وبكمالهِ وعظمتهِ وكبريائهِ ومجدهِ أعظمُ الناسِ يقينًا وطمأنينةً، وتوكلًا على اللهِ، وثقةً بوعدهِ الصادقِ، ورجاءً لرحمتهِ، وخوفًا من عقابهِ، وأعظمُهم إجلالًا للهِ ومراقبةً، وأعظمُهم إخلاصًا وصدقًا، وهذا هوَ صلاحُ القلوبِ، لا سبيلَ إليهِ إلا بالإيمانِ.
* ومنها: أنهُ لا يمكنُ العبد أنْ يقومَ بالإخلاصِ للهِ ولعبادِ اللهِ ونصيحتِهم على وجهِ الكمالِ إلا بالإيمانِ؛ فإنَّ المؤمنَ تحملهُ عبوديةُ اللهِ، وطلبُ التقربِ إلى اللهِ، ورجاءُ ثوابهِ، والخشيةُ من عقابهِ؛ على القيامِ بالواجباتِ التي للهِ، والتي لعبادِ اللهِ.
* ومنها: أنَّ المعاملاتِ بينَ الخلقِ لا تتمُّ وتقومُ إلا على الصدقِ والنصحِ وعدمِ الغشِّ بوجهٍ من الوجوهِ، وهلْ يقومُ بها على الحقيقةِ إلا المؤمنونَ!
* ومنها: أنَّ الإيمانَ أكبرُ عونٍ على تحملِ المشقاتِ، والقيامِ بأعباءِ الطاعاتِ، وتركِ الفواحشِ التي في النفوسِ داعٍ قويٌّ إلى فعلِها، فلا تتمُّ هذهِ الأمورُ إلا بقوةِ الإيمانِ.
* ومنها: أنَّ العبدَ لابدَّ أنْ يُصابَ بشيءٍ من الخوفِ، والجوعِ، ونقصٍ من الأموالِ والأنفسِ والثمراتِ، وهوَ بينَ أمرينِ:
* إما أنْ يجزعَ ويضعفَ صبرُهُ؛ فيفوتُهُ الخيرُ والثوابُ، ويستحقُّ على ذلكَ العقابَ، ومصيبتُهُ لم تُقْلِعْ ولم تَخِفَّ، بلْ الجزعُ يزيدُها.