* وإمَّا أنْ يصبرَ؛ فيحظى بثوابِها، والصبرُ لا يقومُ إلا على الإيمانِ، وأمَّا الصبرُ الذي لا يقومُ على الإيمانِ -كالتجلدِ ونحوهِ- فما أقلَّ فائدتَهُ، وما أسرعَ ما يعقبُهُ الجزعُ! فالمؤمنونَ أعظمُ الناسِ صبرًا ويقينًا وثباتًا في مواضعِ الشدةِ.
* ومنها: أنَّ الإيمانَ يوجِبُ للعبدِ قوةَ التوكلِ على اللهِ؛ لعلمِهِ وإيمانهِ أنَّ الأمورَ كلَّها راجعةٌ إلى اللهِ، ومندرجةٌ في قضائهِ وقدرهِ، وأنَّ مَنْ اعتمدَ عليهِ كفاهُ، ومَن توكَّلَ على اللهِ فقدْ توكَّلَ على القويِّ العزيزِ القهارِ.
* فالأسبابُ الدينيةُ: هيَ إيمانٌ، وهيَ من لوازمِ الإيمانِ.
* والأسبابُ الدنيويةُ قسمانِ:
• سببٌ معينٌ على الدينِ، ويحتاجَ إليهِ الدينُ، فهوَ أيضًا من الدينِ، كالسعيِ في القوةِ المعنويةِ والماديةِ التي فيها قوةُ المؤمنينَ.
• وسببٌ لم يوضَعْ في الأصلِ مُعينًا على الدينِ، ولكنَّ المؤمنَ -لقوةِ إيمانهِ ورغبتهِ فيما عندَ اللهِ من الخيرِ- يسلكُ إلى ربِّهِ وينفذُ إليهِ معَ كلِّ سببٍ وطريقٍ؛ فيستخرجُ من المباحاتِ بنيتهِ وصدقِ معرفتهِ ولطفِ علمهِ بابًا يكونُ بهِ مُعينًا على الخيرِ، مجمًّا للنفسِ، مساعدًا لها على القيامِ بحقوقِ اللهِ وحقوقِ عبادهِ الواجبةِ والمستحبةِ.
فيكونُ هذا المباحُ حسنًا في حقِّهِ، عبادةً للهِ؛ لما صحبهُ من النيةِ الصادقةِ، حتى إنَّ بعضَ المؤمنينَ الصادقينَ في إيمانِهم ومعرفتِهم ربما نوَى في نومهِ وراحاتهِ ولذاتهِ التقوِّيَ على الخيرِ، وتربيةَ البدنِ لفعلِ العباداتِ، وتقويتَهُ على الخيرِ، وكذلكَ في أدويتهِ وعلاجاتهِ التي يحتاجُها، وربما نوَى في اشتغالهِ في المباحاتِ أو بعضِها الاشتغالَ عن