الله إياه، واعتقد كلا العالمين أن الحياة تتطلب منهما شيئًا من اللباقة استرضاء للجهلاء وكسبًا لعطفهم. نعم إن علم التنجيم علم جنوني كما قال «كبلر» وكما صاح: «أيها الإله العظيم أين أراد علم الفلك العظيم الحياة ما لم يرزق التنجيم؟ إن العالم أجن من المجانين وعلماء الفلك كادوا يموتون جوعًا لولا أن أرسل الله لهم هذا العلم الجنوني علم التنجيم». وكما هاجم البيروني وابن سينا شعوذة المنجمين، كذلك فعل مارتين لوثر إذ صب جام غضبه على هؤلاء الأفاكين، وقال إن التنجيم ليس علمًا ولا يمكن للإنسان أن يعتمد عليه.
وتجريد الأرض من مكانتها الممتازة في الكون بواسطة آراء ونظريات «كوبير نيكوس» قضى على أواصر القرابة بين الفلك والتنجيم، ولو أن العلوم الحديثة بعثت التنجيم من جديد وأجلسته على قارعة الطريق كما جلس من قبل عشرات القرون. أما الفلك فقد أخذ يرقى ويتبوأ مكانًا رفيعًا لم يبلغه من قبل، وسواء علم الفلك أو علم التنجيم فإنهما ما يبلغا ما بلغا دون فضل العرب عليهما ثقافيًا وعليمًا.