للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الإسرائيلية إلى إفريقيا الآن) رسالة تحت إشراف الدكتور طه موضوعها «تاريخ اليهود في بلاد العرب في الجاهلية وصدر الإسلام» قدم لها الأستاذ المشرف بمقدمة جاء فيها:

«والموضوع في نفسه قيم جليل الخطر بعيد الأثر جدًا في التاريخ الأدبي والسياسي والديني للأمة العربية فليس من شك في أن هذه المستعمرات اليهودية قد أثرت تأثيرًا قويًا في الحياة العقلية والأدبية للجاهليين من أهل الحجاز، وليس من شك في أن الخصومة كانت عنيفة أشد العنف بين الإسلام ويهودية هؤلاء اليهود وفي أنها قد استحالت من المحاجة والمجادلة إلى حرب بالسيف انتهت بإجلاء اليهود عن البلاد العربية».

وهذه الرسالة التي نال بها إسرائيل ولفنسون لقب الدكتوراه من الجامعة المصرية والتي استحق صاحبها من المشرف عليها أن ينعته بقوله: «فإذا كان عالمنا الشاب قد وفق إلى الخير في هذا الكتاب الذي قدمه إلى الجامعة المصرية ونال به شهادة الدكتوراه، والذي أقدمه أنا الآن إلى القراء سعيدًا مغتبطًا فتوفيقه مضاعف ذلك لأنه وفق إلى تحقيق أشياء كثيرة لم تكن قد حققت من قبل، ووفق بعبارة موجزة إلى أن يبسط تاريخ اليهود في البلاد العربية قبل الإسلام وإبان ظهوره بسطًا علميًا أدبيًا لذيذًا ممتعًا في كتاب كانت اللغة العربية في حاجة إليه فأظفرها بهذه الحاجة».

وإني أوافق السيد المشرف في أنه ظفر بهذا البحث اللذيذ؛ لكن أحب أن أقول له إن هذا البحث حلقة من حلقات كتب الدعاية الصهيونية التي كانت الشعب الثقافية للمؤتمر الصهيوني بإشراف (مارتن بوبر) تدعو إلى نشرها، وما نقله إسرائيل ولفنسون في رسالته من آراء كان القصد منه إطلاع اليهود الشرقيين وقراء العربية على ما جاء في المصادر الأجنبية التي يجهلها القارئ العام في الشرق. ثم أي شيء من اللذة ومن الدقة في البحث ما يذكره الباحث، ويقره المشرف، وفي رسالته ص ١٢:

«لم يظهر شيء من النبوغ والعبقرية في يهود بلاد العرب مطلقًا ولم تشتهر من بينهم شخصية واحدة في كل عصورها بالرقي الفكري، وإن كان اليهود بوجه عام

<<  <   >  >>