للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

عدم إتلافها، كذلك الإنسان الذي يتصدى لعلاج الأجسام البشرية وهي أكرم وأشرف ما خلق على هذه الأرض، فهذا المعالج يجب أن يكون على جانب عظيم من الحذر كما عليه أن يبذل كل ما في وسعه من عناية.

وفي شخصية الرازي تتجلى جميع هذه الصفات وتلك المثل التي يتصف بها الطبيب العربي. إنه الطبيب الذي لا يجاري. كان يدرك رسالة الطبيب ويدرك مسئوليته تجاه الإنسانية كطبيب. إنه نصير المحتاجين، وعون الضعفاء والمعوزين، والأستاذ الأمين الذي يجب أن يوكل إليه تخريج أجيال الأطباء لأنه قادر على تحمل الأمانة. والرازي أيضًا مؤلف الموسوعات والطبيب الخبير بمختلف أنواع الأمراض التي درسها السابقون وتوسع هو فيها بحثًا ودرسًا ونقدًا، كما كان الطبيب العلمي الماهر، والباحث الكيميائي المستقل، وصاحب التجارب العملية، كما كان العالم المرتب الأفكار المنتظم في أعماله، وبذلك أدخل على الطب النظام والوضوح والتنسيق.

<<  <   >  >>