معاجم تاريخية، كما أن هذه المفردات غالبًا ما دخلت أوربا عن طريق إسبانيا فهي عربية أندلسية لم تعرها معاجمنا التي بأيدينا أهمية خاصة.
وإذا علمنا أن الكتاب كتب للغرب لا للشرق العربي أدركنا السر في عدم ذكر المراجع العربية والتي لا بد من الرجوع إليها عند نقل الكتاب إلى العربية، وبعض هذه المراجع تحت يدي والبعض الآخر ينقص المكتبة العامة، كما أنني اضطررت أحيانًا إلى الاستعانة بالمخطوطات وبخبرة الكيميائي الشاب السيد حسنين فؤاد بجامعة توبنجن بألمانية في فهم المصطلحات الرياضية والفيزيائية والكيميائية، فإليه أقدم خالص الشكر على الجهد الذي بذله معي في إنجاز هذا الكتاب.
ولا يفوتني أن أذكر هنا أن هذا الكتاب ليس هو الأول من نوعه في اللغة الألمانية إلا أنه أشملها وأوفاها، فقد سبقها المستشرق الراجل جورج يعقوب وعنى منذ صغره بالدراسات الشرقية على جمهرة من مشاهير المستشرقين الألمان في ذلك العصر أمثال:«رويس» و «نولدكه» و «فليشر» و «ألورد». وكانت الفكرة السائدة في ذلك الوقت عن الشرق العربي لا تتفق وماضينا السعيد وعصورنا الذهبية، فالجامعات الأوربية كانت تمهد أو تخدم الرغبات الاستعمارية، وجرفها تيار السياسة فغفلت أو تغافلت عن البحث العلمي الصحيح المجرد من الغايات، اللهم إلا هذا النفر القليل من بعض المستشرقين الألمان الذي تتلمذ عليهم «جورج يعقوب» وتأثر بآرائهم. فقد أدرك أولئك العلماء أن الشرق وإن دبت فيه عوامل الضعف والانحلال، وأصبح نهبًا بين الدول الأوربية الاستعمارية إلا أنه كان في العصور الوسطى معلم أوربا وإليه يرجع الفضل في النهضة الأخيرة. لذلك نجد «جورج يعقوب» يأخذ على عاتقه العمل على دراسة هذا الموضوع، وإيفاء كل ذي حق حقه، وقد لاقى خصومات شديدة من المستعمرين أولا وأنصار الدراسات القديمة الذين كانوا يهدفون قبل كل شيء إلى تحرير اليونان من السيادة التركية ثانيا، وتكتلت أوربا سبيل الوقوف في وجه الشرق والشرقيين فكان ما كان من الأحداث التي تعرضت لها مصر في القرن التاسع عشر وخلق المسألة الشرقية.
وافتتح «جورج يعقوب» حملته فنشر كتابه «التجارة العربية في العصور