للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

اسمه صياغة لاتينية ألا وهو «جرابادين ماسويه الصغير»، وهكذا ضمنوا الشهرة لكتابهم، وهذا دليل من الأدلة الكثيرة على محاولة تقليد الاستفادة من الصيدلة العربية.

ثم نجد العلوم العربية تخطو خطوات واسعة تكاد تكون خيالية، والفضل في ذلك يرجع إلى كيماوي مجهول عاش في القرن الثالث عشر، ومن إنتاجه العلمي نتبين إلمامه التام بجميع المراجع العربية. وقد اشتهر هذا الكيماوي العربي باسم «أبقراط الكيميا» وهو «جابر» وفي اللاتينية «جيبر»، وقد فطنت إلى مكانته العلمية سائر الهيئات حتى الأوربية منها وصار اسمه في العربية ضمانًا علميًا رفيعًا لكل بحث من البحوث، وأن البحث بعيد عن التهويش والسفسطة.

لكن شهرة كل من الرازي وابن سينا الشعبية العامة كان يجب استغلالها ليحظى بالوصول إلى الهيئات العلمية العليا ومختلف الدوائر العلمية العربية التي كانت تقدس الرازي وابن سينا. فالمعروف أن ابن سينا كان خصمًا عنيدًا للكيمياء، والذي حدث أن أية محاولة لكسب أصدقاء وأنصار للمؤلفات الكيميائية التي تحمل اسمه كانت محاولة رابحة.

ولعل أول كتاب في الصيدلة بالمعنى الحديث هو ذلك الذي صدر لمؤلف تسمى باسم عربي، وهو طبيب إيطالي كان يدرس الصيدلة في القرن الخامس عشر في مدرسة سالرنو، فقد تسمى هذا الإيطالي باسم «صلاح الدين» وكان يحترم ويقدر أولئك الذين كانوا يشجعون العلم والعلماء والذين كان هو في خدمتهم، فاقترح الاستفادة من تلك الكتب التي لا يستغني عن اقتنائها صيدلي، وكان ثلثا عدد هذه الكتب التي يجب أن تتكون منها المكتبة الصيدلية عربيًا.

ولا عجب في هذا فالخمسة المشهورون في العلوم الطبيعية في أوربا في العصور الوسطى كانوا يقومون على أكتاف العرب. وهؤلاء الخمسة هم الفرنسي «فنسنت ده بوفيه» وقد توفي عام ١٢٦٤، والأسبانيان «ريموندوس للوس» (١٢٣٢ - ١٣١٦)، و «أرنلد» أحد أبناء «فيلا نويفا» (١٢٣٥ - ١٣١٢) ثم الجراف الألماني «ألبرت فون بولشتيدت»

<<  <   >  >>