للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

محمدًا لم يتحول عن رغبته وبخاصة أنه قد قدم لحاكم الدولة كثيرًا من الخدمات فرجاه محمد تحريريًا وشفويًا عندما اشترك مرة في مجلس من مجالسه، وأخيرًا وأمام هذا الإلحاح أمر الحاكم بفتح الباب لمحمد فكان هذا المعبد مشيدًا من الرخام وعلى جدرانه كتابات وشخوص ملونة ولم ير محمد مثل هذه الأشياء من حيث وفرة الجمال والفن. أما فيما يتصل بالمخطوطات فقد وجد به ما تنوء بحمله الجمال، وقد ذكر القوم أن عدد هذه المخطوطات قد يبلغ الألف ولو أن جزءًا منها كان ممزقًا والبعض الآخر قد أتلفته القرضة.

إن إنقاذ هذه المكتبة كانت له فائدة عالمية جسيمة فإنقاذها إنقاذ لحضارة وثقافة ماتت وانقرضت بل كادت تنسى ويعفي عليها الزمن، وبخاصة بعد أن انصرفت عنها عيون خالقيها السابقين واتجهت الآن إلى هدف آخر لا يمت إلى الدنيا بسبب.

أما البقية الباقية التي وصلتنا من هذه الثقافة فالفضل في هذا يرجع ولا شك إلى العرب وجريهم وراء المعرفة. ولم يصلنا من هذه الثقافة عن غير طريق العرب إلا النادر القليل الحديث ومن بيزنطية. وحتى هذا الذي جاءنا من بيزنطة عبارة عن نصب ناقص كتمثال بدون رأس «تورسو»، كما أننا لا نعلم تمامًا مدى أهمية هذا التراث القديم وكميته وكم ضاع منه. إننا نستطيع الاهتداء إليه عن طريق الموسوعات العلمية فقط.

<<  <   >  >>