قول الكتاب المقدس «ليكن سيدك»، وهكذا نجد الكنيسة تمزق الصلات بين الرجل والمرأة، الكنيسة هي التي تقضي على صلات المساواة كما جعلت من المرأة كائناً خاضعاً لقوة الرجل، وهذه استجابة لإرادة الله الذي شاءت مشيئته أن يفرق بين الجنسين فسلح الرجل الأوربي بكل وسائل القوة التي تحت تصرفه.
لكن بالرغم من موقف الكنيسة هذا نجد العادات العربية والتقاليد العربية تنتصر وبدون قوة، بل بالاعتراف بالحياة والأخذ بأسبابها. وهذا الموقف هو الذي كسر أغلال الكنيسة كما قاوم موقف الكنيسة العدائي من النساء والعودة بالمرأة إلى ثقافتنا، وهذه العودة طبيعية وضرورية. وجميع أحداث ذلك العصر من مسائل عقلية وجمال ونبل وشرف وثراء وغيرها من آيات المثل العليا التي غمرت الحياة الأوربية أصبحت جزءاً مكملاً للحياة الأوربية لا يمكنها أن تعيش بدونه. وإن شعراء أوربا وأدباءها وأجمل وأحسن تراث أوربي ظهر في ذلك العصر وكل ما يميز ذلك العصر الأدبي، يدين في نشأته وحيويته إلى العروبة، ولولاها لانزوى واندثر. فالعروبة هي مصدر الوحي للفنانين والشعراء والمغنين. لكن كيف؟ ألا تحيا المرأة العربية منذ زمن بعيد مكبلة بأغلال الرق والاستعباد محرومة من الحرية مجردة من مباشرة حقوقها الإنسانية مضطهدة؟ ألا يعرف الإنسان كيف يتحدث عن الحريم وحياتهن خلف القضبان وحيث يستطيع الزوج أن يقترن بأربع زوجات ويراقبهن بغيرة؟ نساء لا يرين أزواجهن قبل الزواج ولا يؤخذ رأيهن في الأزواج، وللرجل الحق، حسب مزاجه، أن يطلق من يطلق ويردها إلى أسرتها ثانية، ويتمنع علاوة على ذلك برضاء الدين وآله؟ ألا يتعارض مركز الفلاحة وقد أحنى الدهر ظهرها من ثقل الأحمال التي تحملها وتسير إلى السوق بينما الزوج الشامخ يسير إلى جوارها راكباً حماره. أليست هذه الحالة تتعارض والفكرة السائدة عن تكريم المرأة وعن الفروسية العربية؟ أو لم تبدأ العربية الآن فقط في التحرر من الحريم وتركه؟ أو لم تبدأ الآن فقط بترك الحجاب والتخلص من هذا الاستعباد الذي خيم عليها قروناً وأصبحت الآن فقط تمتع بحقوقها الإنسانية؟ أكاذيب وحقائق. كيف كانت الحقيقة؟