الجواري اللواتي كانت تحرص القصور الملكية المسيحية على الاحتفاظ بهن للموسيقى والغناء والرقص والسمر. وليس فقط في القصور الملكية بل في قصر «جراف» في «بورجوس» حيث يذكر رحالة من «بويمن» ما ملخصه أن سيدات جميلات كن يتحلين كما تتحلى المسلمات وكن في الطعام والشراب يتبعن عادات وتقاليد إسلامية وهن يرقصن رقصاً جميلاً حسب الطريقة الإسلامية. هكذا دون كاتب سر البارون فون روتز ميتال في مذكرة سيده وجميعهن سمر البشرة سود العيون، وكن يأكلن ويشربن قليلاً وكن يجبن سيدي في أدب جم وكن مع الألمان على جانب عظيم من التقدير. والمغنيات العربيات يتمتعن بتقدير وحب عظيمين حتى إنهن عند فتح البلاد كن يجلبن بكثرة.
وهكذا حدث أيضاً عام ١٠٦٤، فقد ظهر في جنوب جبال البرنات رسول البابا الإسكندر الثاني والقائد الأعلى للجيش الروماني، وهو يتكون من جنود نورمانيين وفرنسيين وبورجنديين. لقد ظهروا مباشرة أمام «بارباسترو» المدينة العربية الحصينة وبعد مقاومة فاشلة استسلم المدافعون بعد تأمينهم على ترك الحصن لكن لم يكد الجنود العرب يتركون أبواب الحصن حتى قتلهم الأعداء جندياً جندياً، ولما حاول المدنيون العرب حسب الوعد الذي وعده العدو للجنود ترك المدينة، انقض عليهم العدو ذبحاً وقتلا حتى أفناهم جميعهم، وكان عددهم يتجاوز ستة آلاف شخص صعدت دماؤهم إلى خالقهم تشكو غدر العدو. أما النساء فقد سبين واقتسمهن العدو المسيحي وكان عددهن كبيرا جداً. أما مندوب البابا فقد أخذ معه إلى إيطاليا وروما أكثر من ألف سبية عربية. وفي عام ١٠٦٤ نجد الدعاية الثقافية تبلغ أوجها ذلك لأن ألف سبية أخرى من العذارى العربيات والسيدات قد نقلن إلى نورمانديا وإلى بروفينس وإلى أكوبتانيا. وكان أحد المنتصرين عاد تصحبه الموسيقى والأغاني والسبايا اللواتي سباهن في حربه الصليبية إلى «بارباسترو». كان هذا المنتصر الذي عاد إلى قصره هو الهرزوج فلهلم الثامن من أكويتانيا وهو جراف بواتييه، وهذا النبيل الفرنسي كانت له علاوة على هذا أسرة تسترعي الالتفات فعن طريق ابنته «إينيتس» أصبح حما الملك ألفونس السادس ملك قسطيلية الذي كان نصف عربي وكان كما نعلم بعد وفاة «إينيتس» قد تزوج سيدة» ابنة أكبر شاعر أندلسي وشاعر