أن الأوربيين ليسوا هم أول من فكر في اختراعه؟ لقد ثبت أن الفكرة الخاصة بإطلاق قنابل عن طريق قوة متفجرة من البارود هي فكرة صينية، وقد نفذت عام ١٢٣٣ م في معركة نشبت حول «بيين كيننج» بين الجيشين الصيني والمغولي، وكادت تدور الدائرة على الصينيين لولا أن فاجأوا العدو بهذا الاختراع وهو عبارة عن سهام تطلق عن طريق مادة محترقة تحتوي على ملح البارود. وحوالي عام ١٢٧٠ م استخدم المغول نفس السلاح مستعينين بقوة التفجير الناتجة من ملح البارود، وللمرة الأولى في تاريخ الحروب نجد هذه الصواريخ تلعب دورًا هامًا في كسب المعارك أو فك الحصار المضروب كما وقع فعلا عند القضاء على الحصار المضروب حول مدينة «فان تشينج». وبفضل هذه الصواريخ انتصر المغولي «كوبلاي خان» على الصينيين وقضى على مقاومتهم. لكن هل انتصر المغول على الصينيين دون تلقي مساعدة أجنبية؟ وإن كان للمغول حليف فمن هو هذا الحليف الذي استغاث به «كوبلاي خان» وأجابه إلى أرجائه وأعانه على القضاء على الصينيين؟ يحدثنا المؤرخ رشيد الدين حديثًا يثير دهشتنا فهو يذكر في سياق كلامه عن السلطان العربي أنه علم من حاشيته أن السلطان استجاب إلى طلب «كوبلاي خان» وأمر أن يرسل إليه المهندس الذي حضر من بعلبك ودمشق، وأبناء هذا المهندس وهم أبو بكر وإبراهيم ومحمد بنوا بمساعدة الفنيين الذين رافقوهم سبع آلات كبيرة وتوجهوا بها إلى المدينة المحاصرة، فهل سبق أن ساهم المهندسون العرب في فك الحصار المضروب حول مدينة «بيين كينج» عام ١٢٣٢ أيضًا؟ وهل هذا السلاح العجيب الذي استخدم هو بعينه الذي استخدمه القائد المصري فخر الدين، صديق فريدريش الثاني، عند ضرب جيش الإفرنج وملكهم لويس المقدس عام ١٢٤٩ حيث دارت رحى المعركة الصليبية للحملة الخامسة، واستخدم فيها القائد المصري فخر الدين نيرانًا عربية جديدة؟ وقد أثار هذا السلاح الجديد الخوف والفزع في صفوف الصليبيين حتى إن المؤرخين الأوربيين يذكرون أن كل مرة كان يطلق فيها الصاروخ المصري يشعر ملك فرنسا بخيبة عظيمة ويصرخ يا حبيبي يا سيد يا يسوع المسيح نجني واحمني ورجالي!
ورب ضارة نافعة فقد تكتلت أوربا ضد العرب المسلمين وشن المسيحيون حربًا لا هوادة فيها؛ مما اضطر سلاطين الإسلام إلى تجنيد العلماء العرب في القرن الثاني