عشر الميلادي وبخاصة أولئك الذين يهتمون بالدراسات الكيماوية وأرسلوهم إلى مصانع المفرقعات حيث نجحوا في إيجاد مادة مفرقعة كاوية حارقة. وفي النصف الثاني من القرن الثالث عشر استكملوا خلق مادة مفرقعة دافعة للصواريخ واستخدموها في حروب المسلمين ضد الصليبيين. ففي كتاب الحرب لحسن الرماح وبعض المؤلفات الأخرى الخاصة بالحروب في ذلك العصر نجد ذكر كثير من المواد المفرقعة والأسلحة النارية وهي: بيض يندفع تلقائيًا ويحرق، وهي تطير نافثة اللهب، وهي تحدث صوتًا مثل الرعد ... وهكذا، فالعرب هم أول من صنع لغمًا تقذفه الصواريخ.
والآن استطعنا أن نتوصل عن طريق بعض التراجم اللاتينية على معلومات دقيقة حول هذا الخليط العربي العجيب الذي يحدث رعدًا وبرقًا، وأن هذا الخليط قد وصل إلى بعض علماء أوربا أمثال «روجر بيكون» و «ألبرتوس مجنوس» والجراف الألماني الواسع الاطلاع «فون بولشتدت»، وقد يكون الأخير هو الذي اتصل أثناء تجواله بذلك الذي يدعي أنه مخترع البارود ألا هو الفرنسيسكاني «برتولد شفرز» في فريبورج عن هذا الاختراع العربي.
ثم حدث أن انتقلت النظرية إلى التجارب العملية التي هزت كيان العالم؛ فالعرب في الأندلس هم أول من استخدم في أوربا. فالعرب الأندلسيون هم صانعو القنابل من البارود في أوربا وقد استخدموها فعلا في كثير من حروبهم. فالتاريخ يحدثنا أن المدفعية العربية قذفت بقنابلها في الأعوام ١٣٢٥ و ١٣٣١ و ١٣٤٢ م مدنًا مثل:«بازا» و «أليكتنا» و «الجيكيراس» فأحدثت هذه القنابل ذعرًا شديدًا في صفوف الأعداء حتى إنهم اعتقدوا أن الساعة قد اقتربت وأذنت الدنيا بزوال. وفي عام ١٣٤٦ دارت معركة طاحنة هي المعروفة باسم «كريسي» فأصلت فوهة المدفعية العربية، التي أطلق عليها الأوربيون وقتذاك فوهة الشيطان، العدو نيرانًا حامية واستولى الرعب على الإنجليز الذين كانوا في «الجزيرة» كما نكل العرب بالفرسان الفرنسيين تنكيلًا عظيمًا وأحرزوا عليهم نصرًا مبينًا. والنتيجة المحتومة لهذا السلاح الجديد أنه نقل فنون الحرب من مرحلة إلى أخرى إذ كان هو نقطة