للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

التحول في الذخيرة والعتاد، وما زال منذ الحرب العالمية الثانية يطلع علينا بالعجائب.

ثم دارت عجلة الزمن واضطر العرب أن يتركوا مكانهم لغيرهم سواء في الثقافة أو التجارة إلا أنهم أبوا أن يتنازلوا عن مكانتهم إلا بعد أن يتركوا للعالم آثارًا ناطقة بمجدهم وعظمتهم وفضلهم على العالم. فمن هذه الآثار الاصطلاحات الخاصة بالملاحة والتي ربطت بين تجارة البلاد المطلة على البحر الأبيض المتوسط وبين بقين الدول الأوربية فنحن نجد مثلًا أسماء أنواع كثيرة من السفن مثل: «داو» و «دنجي» و «قربلة» و «فلوكه» «الشراع، و «الميزان» و «الحبل» و «دار الصناعة» و «أمير البحر» و «قلفاط» و «قلفاطي»، وهو الذي يساعد نجار السفن بمطرقة القلفطية التي يصلح بها الأجزاء التي أصابها عطب في السفينة حتى لا تتعرض لعوارية. ومن آثار العرب أيضًا شكل الجندول البندقي والجندول هو ذكرى حب البندقية للشرق العربي.

ومن مخلفات العرب أيضًا الحمام الزاجل فهو: أسرع من البرق وأنجز من سحابة؛ فقد كان يستخدمه العرب في خدمة البريد ونقله وبخاصة الأخبار السرية، ومن ثم اقتبس الصليبيون هذا النظام وأدخلوه أوربا، وما زال الخطاب في منقار الحمامة إلى يومنا هذا رمزًا للحب. كما تزين أوربا كعكة الأطفال برسم الحمامة عليها. ومن آثار الشرق على الغرب أيضًا الحدائق والعناية بها فالحدائق الأوربية تدين لا للعرب فقط بل للشرق قاصيه ودانيه أيضًا، وذلك منذ عدة قرون فقد أخذ الأوربيون النباتات المفيدة للطعام مثل الخيار والقرع والبطيخ والشمام والخرشوف والسبانخ والكبر والليمون والبرتقال والخوخ والتسفتشجين والأرز والزعفران وقصب السكر. وأخذت أوربا أيضًا نباتات الزينة أزهارها مثل الكستناء والبجلة وهي هذه الشجيرة ذات الأزهار البيضاء أو الحمراء والياسمين والورد وخيري البر والكاميليا والأسليح والفورسيسيا والسوسن، وعلاوة على هذه النباتات وتلك الزهور أخذت أوربا عن العرب طرق الري حيث كان العرب ماهرين في هذا الفن منذ أقدم العصور.

<<  <   >  >>