للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ببلاد المغرب أو غيرها من الآلات الموسيقية العربية المختلفة، أو وهي في المطبخ حيث تعد «الكسكسي» أو «المصقعة». وشهرة شمس الله لا تقل أهمية عن رؤساء الجمهورية الألمانية فهي أنى تحل موضع الحفاوة والتكريم. ويدهش «سيجريد هونكه» انتشار كتابها في العالم العربي؛ وذلك لأنها تعتقد أنها لم تضعه للعرب بل للأوروبيين؛ وذلك لأنها كما تقول في صراحة ألمانية: «إن موقف أوربا من العرب منذ نزول الوحي المحمدي موقف عدائي بعيد البعد كله عن الإنصاف والعدالة، والتاريخ وقتذاك كان يملى ويصنع ولم يكن المملي هو الضمير بل التعصب الأعمى. .» وتزداد إعجابًا من كثرة اللغات التي ترجم إليها، فإلى جانب العربية نجده في الفرنسية والإيطالية والتركية والإندونيسية ولغات أخرى كثيرة. والواقع أن كتاب شمس الله من أهم العوامل التي تساعد على بلورة الشخصية العربية وبعثها وحيًا خلاقًا، وقد تنبه زعماء العروبة للمؤلفة فأولوها عنايتهم واهتمامهم فدعوها لزيارة بلادهم سواء في شرق العالم العربي أو غربه.

وإذا ذكرنا «شمس الله» يجب ألا تفوتنا الإشارة إلى زوجها الفاضل الكريم «بييتر شولتزا» أو كما يطلق عليه سكان شمال إفريقيا «الشيخ محمد الطويل» فقد عشق العروبة والعربية في مختلف لهجاتها، وتطوع مشكورًا لتلقين بعض أبناء المسلمين القرآن الكريم في بلاد المغرب، وقد كان وقتذاك من كبار موظفي القنصلية الألمانية العامة في الرباط، حيث تعرف إلى شريكة حياته فالتقى قلبان ينبضان حبًا للعروبة وأبنائها. وهو اليوم ممثل العروبة في إدارة الإعلام الألمانية. وتهوى «شمس الله» إلى جانب التأليف والرحلات في البلاد العربية وبواديها، التصوير السينمائي والإخراج وما سجلته للعرب في كتابها كلامًا مقروءًا أخرجته فيلمًا مصورًا ناطقًا يعرف باسم «على هدى العرب» ولها غير هذا الفيلم أفلام أخرى لكثير من البلاد العربية وهي تعرضها فخورة بمآثر العرب وأياديهم البيضاء على الإنسانية، وحريصة على نعته «تراثنا العربي» تعني ما ورثته أوربا عن العرب.

وصديقة العروبة في السراء مخلصة لها وفيه في الضراء، فهي لم تكد تعلم

<<  <   >  >>