الرتب أو الخانات الهندي، وذلك باستخدامه (١) والدارة للتعبير عن الصفر، ثم نجده يستعمل الترتيب الروماني مع نظام المرتبة فيذكر (مائتين) = (CC).
وبالرغم من جميع هذه الصعوبات وتلك العقبات انتصرت أخيرًا الأعداد العربية على الألمانية ولو أن الأميين من الألمان ظلوا بنمأى عنها، فهم أعداء لكل جديد، كما نتبين هذا مما جاء على لسان «مرجريت» في كتاب: در جرينه هينريش، للمؤلف: جو تفريد كللر:
«كانت توجد في المنزل المقابل لنا قاعة مظلمة مفتوحة مشحونة بالمخلفات القديمة وفي آخر القاعة كانت تجلس طوال الوقت امرأة عجوز مترهلة في ثياب رثة، وكانت تقرأ بصعوبة بعض المخطوطات وإن عجزت عن الكتابة أو قراءة الأعداد العربية. وكان كل حسابها يعتمد على (١) و (٥) و (١٠) و (١٠٠) في صورها الرومانية، وقد تعلمت هذه الأعداد الأربعة أيام شبابها وفي مكان ما مجهول، وقد توارثت هذه الأعداد الأجيال وكانت هذه العجوز لا تعرف مسك دفاتر كما لا تملك شيئًا مكتوبًا إلا أنها كانت كلما شعرت أنها قادرة على تدوين شيء يهمها سارعت إلى قطعة من الطباشير وخطت بها على مائدة هذه الأعداد الأربعة وهي تدون من ذاكرتها جميع المبالغ التي تهمها بهذه الصورة، وإذا حققت رغبتها من هذا التدوين بلت أصبعها ماء ومحت به ما دونته، وكانت تحصي النتائج وترسمها إلى الجانب، وهكذا نشأت مجموعات عددية صغيرة جديدة ولا يدري أحد سواها دلالاتها أو أسماءها؛ وذلك لأنها لم تستخدم إلا الأعداد الأربعة المجردة وكانت تبدو للآخرين وكأنها طلاسم سحرية وثنية».
وإذا كانت الأعداد العربية منذ بدايتها محاطة بهالة من الأسرار توحي بشيء من الرهبة، فإن الأعداد الرومانية اتصفت بهذه الصفة أيضًا عندما طرأ عليها ما طرأ من تغيير وتحوير، فنظر إليها القوم وكأنها وسيلة من وسائل السحر. وهكذا أخذ القوم يسخرون من أولئك العلماء الذين يستعينون بالأحجار لإجراء العمليات الحسابية، ولما ارتقت حالتهم الاجتماعية أوجدوا لأنفسهم وجبات غذائية أحسن نوعًا من السابقة وأخذوا يغذون أنفسهم من ثمار شجر القرو.