للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أي: إن بخلت تركناها، وانصرفنا عنها، فاكتفى بذكر طيب الريح المعين على الارتحال عنها (١).

ومنه ما ذكره لبعض المولدين:

جزت بالساباط يوماً ... فإذا القينة تلجم

وهو رجل كانت له جارية، فباعها، واشترى بثمنها برذوناً، فمر به هذا الشاعر، وهو يلجم، فسماه قينة، إذ كان شراؤه مسبباً عن ثمن القينة.

وهذا ما سماه الخطيب: تسمية المسبب باسم السبب.

ثم أورد ابن جنى قول الله تعالى: "إني أراني أعصر خمراً"، ثم قال: فاكتفى بالمسبب الذي هو: الخمر من السبب الذي هو العنب.

وقال الفرزدق:

قتلت قتيلاً، لم ير الناس مثله ... أقبله ذاتومتين مسوراً

وإنما قتل حياً، يصير بعد قتله قتيلاً، فاكتفى بالمسبب عن السبب.

وقال الآخر:

قد سبق الأشقر، وهو رابض ... فكيف لا يسبق إذ يراكض

يعني مهراً سبقت أمه، وهو في جوفها، فاكتفى بالمسبب، الذي هو: المهر عن السبب الذي هو الأم (٢).


(١) و (٢) الخصائص ٣/ ١٧٦

<<  <   >  >>