للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومكانهم الذي يجتمعون فيه؟ إلا أنه لا يعتد بمثل هذا القول، فإن ذلك قد يتفق حيث ترسل العبارة (١).

فأخذ المتأخرون مصطلح المجاز المرسل، من قول عبد القاهر: فإن ذلك قد يتفق حيث ترسل العبارة.

وقد اهتم الإمام عبد القاهر بما أثاره ابن جنى من المجاز الذي قد يأتي عن طريق الحذف، أو عن طريق الزيادة، فعقد فصلاً يبين فيه متى يكون الحذف أو الزيادة مجازاً (٢):

فبين: أن الكلمة كما توصف بالمجاز، لنقلك لها عن معناها، فإنها توصف بالمجاز - أيضاً - لنقلها عن حكم كان لها، إلى حكم ليس هو بحقيقة فيها، ثم مثل يقول الله تعالى: "واسأل القرية" مبيناً أن الأصل هو: واسأل أهل القرية، وأن المضاف إليه قد اكتسى إعراب المضاف في الآية الكريمة.

فالحكم الذي يجب للقرية في الأصل، وعلى الحقيقة، هو: الجر، والنصب فيها مجاز.

ثم أضاف إلى الآية الكريمة في هذا الحكم نفس المثال الذي أورده ابن جنى، وهو قولهم: (بنو فلان تطؤهم الطريق)، يريدون أهل الطريق، فالرفع في الطريق مجاز، لأنه منقول إليه عن المضاف المحذوف، الذي هو: الأهل؛ والذي يستحقه في أصله هو: الجر.

ثم ذكر عبد القاهر: أنه لا ينبغي أن يقال في وجه المجاز - هنا -


(١) أسرار البلاغة ٣٧١ (تحقيق هـ. رينز).
(٢) أسرار البلاغة ٣٨٣ (تحقيق هـ. رينز).

<<  <   >  >>