للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولقد أمر على اللئيم يسبني ... فمضيت ثمت قلت: لا يعنيني

أي: ولقد مررت وقال (الطرماح):

وإني لآتيكم تشكر ما مضى ... من الأمر، واستيجاب ما كان في غد

أي: ما يكون، وقال:

أوديت إن لم تحب حبو المحتنك

أي: أودى - وأمثاله كثيرة (١):

ويجيب ابن جنى بأن هذه المواضع المتجوزة، وما كان نحوها قد ورد أكثرها فيما حكاه عن أبي علي الفارسي، الذي كان قد سأل أبا بكر محمد بن مقسم (٢) عنه، في نحو هذا، فقال أبو بكر: كان حكم الأفعال: أن تأتي كلها بلفظ واحد، لأنها لمعنى واحد، غير أنه لما كان الغرض في صناعتها، أن تفيد أزمنتها، خولف بين مثلها، ليكون ذلك دليلاً على المراد فيها، قال: فإن أمن اللبس فيها جاز أن يقع بعضها موقع بعض، وذلك مع حرف الشرط؛ نحو: (إن قمت جلست)، لأن الشرط، معلوم أنه لا يصح إلا مع الاستقبال، وكذلك (لم يقم أمس) (٣) وجب لدخول لم ما لولا


(١) الخصائص ٣/ ٣٣١
(٢) الخصائص ١/ ٣٨
(٣) الخصائص ٣/ ٣٣١

<<  <   >  >>