للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والثاني: الندمُ على ما فَعَلَ.

والثالث: الإقلاعُ عنه.

والرابع: العزمُ على ألا يعودَ.

والخامس: أن تكونَ التوبةُ قبل غلقِ الأبوابِ.

الإخلاصُ: بأن يكون الحاملُ على التوبةِ خَوْفَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ورجاءَ التقرُّبِ إليه بألا يَقْصِدَ بذلك دنيا ولا جاهًا ولا شيئًا من مخلوقاتِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، لا يريدُ إلا الوصولَ إلى رضا اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ودارِ كرامَتِهِ، والإخلاصُ شرطٌ في كلِّ عملٍ.

الثاني: الندمُ على ما مضى من الذنبِ؛ بحيث يشعرُ الإنسانُ بالحزنِ والتأثُّرِ كيف وَقَعَ منه هذا الذنبُ، والندمُ هو انفعالٌ في النفسِ يَحْصُلُ بفعلِ الإنسانِ وبغيرِ فعلِهِ، لكن كلامَنَا في الندمِ بالتوبةِ الذي يكونُ بفعلٍ، بمعنى أنه يتحَسَّرُ ويتأسفُ أن وقع منه الذنبُ، ولا يكونُ حالُه كحالِ من لم يُذْنِبْ.

الثالثُ: الإقلاعُ عن الذنبِ فإن كان معصيةً في مُحَرَّمٍ فليجتنبْه، وإن كان إفراطًا في واجبٍ فليفعلْه، وعلى هذا فمن زعم أنه تائبٌ من الغِيبةِ ولكنه لا يَدَعُ فرصةً تَحْصُلُ فيها الغِيبةُ إلا اغتاب، فلا نقولُ: إنه تائبٌ؛ لأنَّه لم يُقْلِعْ.

كذلك من جَحَدَ مالَ شخصٍ وأنكره وقال: إنه تائبٌ فلا بدَّ أن يَرُدَّ المالَ إلى صاحِبِه، وإلا فلا تُقْبَلُ توبَتُه، ومن اغتاب شخصًا؛ أي: ذَكَرَه بما يَكْرَهُ في غِيبَتِه فلا بدَّ أن يُقْلِعَ عن ذلك ويتحلَّلَ صاحبَ الغِيبةِ، يذهبُ إليه ويقولُ: سامحني، حَلِّلْني، فقد قلتُ فيك قولًا قد تُبْتُ منه، لا بدَّ من هذا، فإن قال: إن ذَهَبْتُ إليه أستحلُّه أخشى أن يظنَّ الأمرَ أكبرَ مما قلتُ، تقعُ العداوةُ.

<<  <   >  >>