أولًا: في الإعراب {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا} مبتدأٌ و {أَوْلِيَاءَ} مفعولٌ ثان لِـ {اتَّخَذُوا} لأنَّ التقديرَ اتخذوا الأَصنامَ أولياءَ، {اللَّهُ} مبتدأٌ {اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ} و {حَفِيظٌ} خبرُهُ، والجملةُ من المبتدأِ والخبرِ في محلِّ رفعٍ خبرُ المبتدأِ الأوَّلِ وهو {وَالَّذِينَ}.
فإن قال قائلٌ: المعروفُ عندَ النحْويِّين أنَّ الجملةَ الواقعةَ خبرًا لا بُدَّ أن تتضمَّنَ ضميرًا يعودُ على المبتدأِ حتى يُعْرَفَ اتصالهُا به، قلنا: هنا حلَّ الظاهرُ محلَّ الضميرِ، وهو قولُهُ:{اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ} يعني: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ} هو {حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ} يعني: اللهُ، ويجوزُ أن يكونَ الرابطُ هو قولَهُ:{عَلَيْهِمْ} أي: الضميرُ.
يقولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ:{وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ} اتخذوا الأصنامَ، ولهذا قال المُفسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ:[أيِ: الأصنامَ]، وهذا التقديرُ لبيانِ المفعولِ الثاني، كأنه يقولُ: المفعولُ الثاني محذوفٌ، تقدير: الأصنامُ.
{أَوْلِيَاءَ} جَمْعُ وَلِيٍّ؛ أي: أنهم يَتَوَلَّوْن هذه الأصنامَ يعبُدُونها، يَذْبَحُون لها، يَنْذِرُون لها، وهم عن اللهِ غافلون.
ولا تَجِدُ في القرآنِ أن الأولياءَ هم الأصنامُ، لكن المفسِّرين يُفَسِّرُونهم بالأصنامِ