{فَلِذَلِكَ} المشارُ إليه إقامةُ الدِّينِ وعدمُ التفرُّقِ فيه.
وقولُهُ:{فَادْعُ} الفاءُ زائدةٌ لتحسينِ اللفظِ، والأصلُ فلذلك ادْعُ، ولهذا نقولُ: إنَّ هذه الجملةَ فيها حصرٌ، تقديمُ ما حقُّهُ التأخيرُ، والمقدَّمُ هو الجارُّ والمجرورُ، ولهذا قلتُ لكم: إنَّ الفاءَ في قولِهِ: {فَادْعُ} زائدةٌ لتحسينِ اللفظِ، ولولا أنَّها من كلامِ اللهِ، لقُلنا: فلذلك ادْعُو، وهذا هو السرُّ في أنَّنا قلنا: إنَّ هذه الجملةَ تفيدُ الحَصْرَ.
قال المُفسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [{فَلِذَلِكَ} التوحيدُ] ولو قال: {فَلِذَلِكَ} أي: لإقامةِ الدِّينِ وعدمِ التفرُّقِ فيه لكان أَجْوَدَ {فَلِذَلِكَ فَادْعُ} والخطابُ للرسولِ - صلى الله عَلَيْهِ وسلم - ولهذا قال المُفسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ:[يا محمدُ الناسَ] الناسَ: أشار به إلى أن مفعولَ (ادْعُ) محذوفٌ، والتقديرُ: الناس.
قال المُفسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [{وَاسْتَقِمْ} عَلَيْهِ {كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ} في تَرْكِه]، {وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} هذا ليس خاصًّا بالرسولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؛ لقولِهِ