قوُلهُ:{وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ}(مَنْ) هذه شرطيَّةٌ، وهي للعمومِ يعني: أيُّ أحدٍ يُقدِّرُ اللهُ تعالى أن يُضِلَّ فإنَّه لا يُمْكِنُ أن يتولَّاه أحدٌ بَعْدَ اللهِ، ومعنى هذا: أَنَّه لا يُمْكِنُ أن يَهْدِيَه أحدٌ، كما قال تعالى في آيةٍ أخرى:{فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ}[الجاثيةِ: ٢٣].
واقترن جوابُ الشَّرطِ بالفاءِ في قولِهِ:{وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ} لأنه مقترنٌ بـ (ما).
وقوله:{وَتَرَى} بَصَرِيَّةٌ، و {الظَّالِمِينَ} مفعولٌ به، و {يَقُولُونَ} جملةٌ حاليَّةٌ، و {لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ}(لمَّا) هذه جازمةٌ، بمعنى حِينَ {وَتَرَى الظَّالِمِينَ} والمرادُ بالظَّالمين هنا الكافرون، كما قال اللهُ عَزَّ وَجَلَّ:{وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ}[البقرة: ٢٥٤].