الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: إثباتُ الملائكةِ؛ لقولِهِ:{وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} ويجبُ علينا أن نؤمنَ بالملائكةِ على أنهم عالمٌ غيبيٌّ وأن لهم أجسادًا، وأن لهم أجنحةً، كما قال اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: كمالُ عبادةِ الملائكةِ للهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ لقولِهِ:{يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} فيجمعون له بَيْنَ التنزيهِ والتمجيدِ، التنزيهِ في قولِهِ:{يُسَبِّحُونَ}، والتمجيدِ في قولِهِ:{بِحَمْدِ رَبِّهِمْ}.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: أن الملائكةَ أَفْضَلُ من بني آدمَ؛ لأنَّ بني آدمَ ليست حالُهُم هذه - أي: التسبيحُ بحمدِ اللهِ - بل منهم مؤمنٌ ومنهم كافرٌ، فيكون الملائكةُ أفضلَ من بني آدَمَ، وهذا هو أحدُ الأقوالِ في هذه المسألةِ، ومن العلماءِ من يقولُ: بل صالحُ البشرِ أفضلُ؛ يعني: أن المؤمنين من البشرِ أفضلُ من المؤمنين من الملائكةِ؛ ولهذا كانت الملائكةُ مسخَّرةً لهم.