{فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}{فَاطِرُ} خبرُ المبتدأِ المحذوفِ، والتقديرُ: هو فاطرُ، وإنما قلنا هذا؛ لأنَّ اللغةَ العربيَّةَ لا يُمْكِنُ أن يَتَرَكَّبَ بها الكلامُ إلا من مبتدأٍ وخبرٍ، أو فعلٍ وفاعلٍ، أو ما ينوبُ منابَ الفعلِ.
{فَاطِرُ}؛ أي: هو فاطرُ، والفاطرُ بمعنى: الخالقُ على غير مثالٍ سَبَقَ فهو بمعنى: بديعُ السَّمواتِ، والسَّمواتُ والأرضُ معروفان، السَّمواتُ: هي هذه السَّمواتُ السبعُ التي أَخْبَرَنَا اللهُ عنها، وبيَّنَ أنها سبعٌ شدادٌ، وبَيَّنَ أنه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بناها بأيدٍ، فقال تعالى:{وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ}[الذاريات: ٤٧]؛ أي: بقوَّةٍ، وليس المرادُ بالأيْدِ في هذه الآية يَد اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ لأنَّ اللهَ لم يُضِفْهَا إلى نفْسِه لم يَقُلْ: بأيدينا، قال {بِأَيْدٍ} وَ {أَيْدٍ} مَصْدَرُ آدَ يَئِيدُ، إذا قَوِيَ، فهو كقولِهِ:{وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا}[النبأ: ١٢]، هذه السَّبْعُ الشدادُ إذا كان يومُ القيامةِ فقد قال اللهُ عنها: إنها تكونُ واهيةً {فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ}؛ أي: ضعيفةً.
أما الأرضُ فهي أرْضُنا المعروفةُ، والسَّمواتُ مجموعةٌ؛ لأنَّها سبعٌ، والأرضُ