قَوْلُهُ:{وَمَا أَصَابَكُمْ} هذه شَرْطِيَّةٌ. أَعْنِي {وَمَا} جَوَابُهَا {فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ}.
وقَوْلُهُ:{فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} خَبَرُ مبتدأٍ مَحْذُوفٍ والتَّقْديرُ: فهو بما كَسَبَت أيديكُم.
يقولُ المفَسِّرُ رَحِمَهُ اللَّهُ: [{وَمَا أَصَابَكُمْ} خطابٌ للمؤمنين {مِنْ مُصِيبَةٍ}] بيانٌ لِـ (ما) [بَلِيَّةٌ وَشِدَّةٌ {فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ}؛ أي: كَسَبْتُم من الذُّنوبِ، لكنه عَبَّرَ بالأيدي لأنَّ أَكْثَرَ الأفعالِ تُزَاوَلُ بها {وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} مِنْها، فلا يُجَازِي عليه، فهو تعالى أَكْرَمُ من أن يُثَنِّيَ الجزاءَ في الآخِرَةِ، أمَّا غَيْرُ المُذْنِبِينَ فما يصيبُهُم في الدُّنْيا لرفْعِ درجاتِهِم في الآخِرةِ].
يقُولُ عَزَّ وَجَلَّ:{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ} خَصَّ المفَسِّرُ هذا بالمؤمنين، ووجْهُ التَّخْصِيصِ أنَّه قال:{وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} والكُفَّارُ ليسوا أهلًا للعفْوِ، وقولُهُ رَحِمَهُ اللَّهُ: [{مِنْ مُصِيبَةٍ} بَلِيَّةٌ وشِدَّةٌ]، ويشْمَلُ المصائبَ الدِّينيَّةَ والمصائِبَ الدُّنْيويَّةَ، وأعْظَمُهَما المصائبُ الدِّينيَّةَ، فإنها أَعْظَمُ من المصائِبِ الدُّنْيويَّةِ، فإذا قُدِّرَ أن أحدًا