قال تعالى:{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} قال المُفسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [{أَمْ}: بل] يعني: أن {أَمْ} بمعنى (بل) ويُسَمُّونها منقطعةً؛ لأنَّ (أمْ) تكون متصلةً وتكونُ منقطعةً، إذا صارتْ بمعنى (بل) فهي منقطعةٌ؛ لأنَّها تُشْبِهُ الإضرابَ عما سبق، وإذا كانت بمعنى (أو) فهي متصلةٌ، مثلَ أن أقولَ: أتريدُ كتابًا أم ساعةً. هذه متصلةٌ؛ لأنَّها بمعنى (أو)، ولا يستغني أحدُ الطرفين فيها عن الآخَرِ، وإذا قلتَ:{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى} لا تجدُ لها مقابلًا، فهي منقطعةٌ بمعنى (بل).
{يَقُولُونَ} أي الكفارُ من مشركي قريشٍ وغيرُهُم {افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} أي: اخْتَلَقَ على اللهِ كذبًا، وذلك بقولِهِ: إن القرآنَ كلامُ اللهِ، فقالوا: إن القرآنَ ليس كلامَ اللهِ، وإن محمدًا كاذبٌ، ولكنه ساحرٌ، كاهنٌ، مجنونٌ، وما أَشْبَهَ ذلك من الكلماتِ التي يَرْمُون بها رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -.
قال اللهُ تعالى:{فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ}{فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ} مفعولٌ {يَشَإِ} محذوفٌ ويُقَدَّرُ بما يدلُّ عَلَيْهِ السياقُ؛ أي: فإن يشاءُ {اللَّهُ} أن تفتريَ عَلَيْهِ كذبًا - وهذا شئٌ محالٌ - {يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ} قال