قولُهُ:{وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ} الواوُ حرفُ عطفٍ، (الَّذين) معطوفةٌ على ما سَبَقَ، عطفُ أوصافٍ، والَّذين استجابوا لربِّهِم.
قال المفسِّرُ رَحِمَهُ اللهُ: [{وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ} أجابوه إلى ما دعاهم إليه من التَّوحيدِ والعبادةِ]. {اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ} بمعنى أجابوه، وقد سبق لنا ذِكْرُ الأمثلةِ على كَوْنِ استجاب بمعنى أجاب، وقولُهُ:[من التَّوحيدِ والعبادةِ] تفسيرٌ لا بَأْسَ به، ولو قال رَحِمَهُ اللهُ: استجابوا لرَبِّهِم؛ أي: أجابوه إلى كلِّ ما دعاهم إليه من فِعْلِ الأوامِرِ وتَرْكِ النَّواهي لكان أَبْيَنَ وأعَمَّ.
وقوله:{وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ} معطوفةٌ على {اسْتَجَابُوا} فهي داخلةٌ في صلةِ الموصولِ، قال المفسِّرُ رَحِمَهُ اللهُ: [{وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ} أداموها] وفيها نظرٌ، بل معنى "أقاموا الصَّلاةَ": أَتَوْا بها مستقيمةً على الوجْهِ الَّذي طُلِبَ منهم؛ لأنَّ هناك فَرْقًا بين إقامةِ الصَّلاةِ وبين إدامةِ الصَّلاةِ، نعم إدامتُها من إقامَتِها لا شكَّ، ولكن ليست الإقامةُ هي الإدامةَ، إذن الإقامةُ معناها: أن يأتِيَ بالصَّلاةِ مستقيمةً على الوَجْهِ المطلوبِ. وقولُهُ:{الصَّلَاةَ}، يَعُمُّ الفريضةَ والنَّافلةَ.