للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

الْفَائِدَة الأُولَى: أنَّ من صفاتِ الَّذين آمنوا وعلى ربِّهِم يَتَوَكَّلون: أنَّهم لا يَرْضُون بالذُّلِّ والإنخناثِ عن الأخذِ بحقِّهِم؛ لقولِهِ: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} وهل من لازِمِ الإنتصارِ أن يقتصَّ، أو أن يَكُونَ له اليدُ العليا سواءٌ بالقِصاصِ، أو بالعفْوِ، أو بغيْرِ هذا؟

الظَّاهرُ الثَّاني؛ لأنَّه أعمُّ، لأنَّ من عفا عن قُدْرَةٍ وعزَّةٍ فإنَّه لا شكَّ منتصرٌ، ومن أَخَذَ بحقِّهِ فهو منتصرٌ.

الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: أنَّ هؤلاء لا ينتصرون لأنْفُسِهم إلَّا إذا تحقَّقوا البغْيَ عليهم، وأمَّا مجرد التُّهمةِ فلا يعتبرونها؛ يُؤْخَذُ ذلك من قولِهِ: {إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ} فلو اتَّهَموا أحدًا أنَّه ظَلَمَهم فإنَّهم لا يتحركون، لكن إذا أصابَهَم البغيُ حينئذٍ ينتصرون.

الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: أنَّه يجبُ على من انتصر إذا أصابه البغْيُ ألَّا يتجاوزَ الحدَّ في الإستيفاءِ.

* * *

<<  <   >  >>