للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

الْفَائِدَة الأُولَى: فضيلةُ الإيمانِ والعملِ الصالِحِ، وأنه سببٌ لإجابةِ اللهِ تعالى.

الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: أن اللهَ تعالى يعطي المؤمنين العاملين للصالحاتِ أكثر مما عملوا؛ لقولِهِ: {وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ}، وهذه الزيادةُ بَيَّنَها اللهُ تعالى في مواضعَ أخرى من كتابِهِ فقال: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعامِ: ١٦٠]، وقال: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ} [البقرةِ: ٢٦١].

وربما يقالُ أيضًا بزيادةٍ أخرى غيرِ العددِ وهي: أنه يزيدُهم من الإيمانِ والعملِ الصالِحِ؛ لأنَّه كلما عمِلَ الإنسانُ عملًا صالحًا ازداد يقينُهُ؛ ولهذا كان من قولِ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ أن الأعملَ داخلةٌ في الإيمانِ.

الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: أن كلَّ ما ينالُ الإنسانُ من خيرٍ فبفضلِ الله، وعلى هذا يجبُ على الإنسانِ أن يَقْطَعَ عن نفسِه الإعجابَ، ويجبُ عليه ألا يقولَ: هذا من عندي، أو أنا جديرٌ به، أو ما أَشْبَهَ ذلك من الكلماتِ التي يَفْخَرُ بها على اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.

الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: التحذيرُ من الكفرِ؛ لقولِهِ تعالى: {وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ}؛ لأنَّه ليس المرادُ من هذه الجملةِ الإخبارَ بشدةِ العذابِ للكافرين، ولكن المرادَ بيانُ هذا والتحذيرُ من الكفرِ؛ خوفًا من العذابِ الشديدِ.

الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: أن اللهَ تعالى يُنْذِرُ الناسَ عن المعاصي والكفرِ بذكْرِ العقابِ، أخذ العلماءُ من هذا أنه إذا ذكر اللهُ تعالى عقابًا في عملٍ من الأعمالِ دلَّ ذلك على تحريمِه، وإذا ذكر ثوابًا في عملٍ من الأعمالِ دلَّ ذلك على مشروعِيَّتِه.

* * *

<<  <   >  >>