للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذ إن الله يقولُ: {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ} [المائدةِ: ٦] ولو صلى الإنسانُ فسجد قبل أن يركعَ، ثم قام وركع لم تصحَّ الصلاةُ؛ لعدمِ موافقةِ الشريعةِ في الهيئةِ.

هذه ستةُ أشياءَ لا يُمْكِنُ أن تكونَ العبادةُ مطابقةً للشريعةِ إلا إذا تحققت هذه الأشياءُ الستةُ.

قولُهُ: {وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ}؛ أي: يعطيهم من فضلِه زيادةً على ما عمِلوا، فالحسنةُ بعشْرِ أمثالهِا إلى سَبْعِ مئةِ ضِعْفٍ، إلى أضعافٍ كثيرةٍ.

قولُهُ: {وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} هذه جملةٌ مستأنفةٌ، لمَّا ذَكَرَ ما يحصلُ للذين آمنوا وعملوا الصالحاتِ ذَكَرَ ما يَحْصُلُ لِضِدِّهم؛ لأن القرآن الكريمَ مثاني تثنى فيه المعاني، فتذكر فيه الجنة ثم يذكر النار، والثواب ثم العقاب، والمؤمن ثم الكافر، وهلمَّ جرًّا.

وقوله: {وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} الكافرُ: في الأصلِ الجاحدُ مأخوذٌ من الكُفراء، وهي من وعاءِ طلعِ النخلِ، ولكنه يُطْلَقُ على كلِّ من كَفَرَ باللهِ تعالى بجحدٍ أو غيرِه، سواءٌ كان بجحدٍ مثل: أن يجحد الرسالةَ أو القرآنَ، أو كان باستكبارٍ عن دينِ اللهِ مثل: أن يدعَ الصلاةَ التي تَرْكُهَا كُفْرٌ.

وقولُهُ: {لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} مبتدأٌ وخبرٌ، خبرُ المبتدأِ الأوَّلِ الذي هو {وَالْكَافِرُونَ} وأتت العبارةُ بهذا الوجهِ للتأكيدِ على عذابِهِم - والعياذُ باللهِ -، وإلا لكان يكفي أن يقال: {وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ} [البقرةِ: ٩٠] أو ما أَشْبَهَ ذلك، لكن اللهَ تعالى قال: {وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} الشديدُ: القويُّ، وإذا رأيتَ أن تعرف هذا فاقرأْ ما في القرآنِ والسُّنَّةِ من عذابِ أهلِ النارِ.

<<  <   >  >>