للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المُفسِّر رَحِمَهُ اللهُ على الوَلايةِ الخاصَّةِ فيه نَظَرٌ.

إذن {هُوَ الْوَلِيُّ} على كلِّ أَحَدٍ بالوَلايةِ العامةِ والوَلايةِ الخاصَّةِ.

والفَرْقُ بين الوَلايةِ العامَّةِ أنَّ الوَلايةَ العامَّةَ تَشْمَلُ كلَّ أحدٍ، فكُلُّ أحدٍ فاللهُ ولِيُّهُ يتولى أَمْرَهُ، حتى الكافرون اللهُ وَلِيُّهُم، أمَّا الوَلايةُ الخاصةُ فتقتضي النصرَ والتأييدَ، ومنه قولُهُ تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ} [البقرة: ٢٥٧]، {فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ} الجملةُ هذه فيها حصرٌ وطريقُهُ ضميرُ الفصلِ: اللهُ هو الولِيُّ.

وقوله: {وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتَى} وغيرُهُ لا يُمْكِنُ أن يُحْيِيَ الموتى؛ لأنَّ الإحياءَ هو جَعْلُ الشيءِ حيًّا بعد أن كان ميتًا، وهذا لا يَقْدِرُ عليه إلا اللهُ، بل إن اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إذا أراد أن يُمِيتَ أحدًا لا يُمْكِنُ لأحدٍ أن يمنعَ الموتَ كما قال عَزَّ وَجَلَّ: {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (٨٣) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (٨٤) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (٨٥) فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (٨٦) تَرْجِعُونَهَا}، يعني: هلَّا {تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الواقعة: ٨٣ - ٨٧] الجوابُ: لا يُمْكِنُ. إذن اللهُ يُحْيِي الموتى ويُميتُ الأحياءَ عَزَّ وَجَلَّ.

وقوله: {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} {عَلَى كُلِّ شَيْءٍ} أَيُّ شيءٍ معدومٍ فاللهُ قادرٌ على إيجادِهِ، أَيُّ شَيْءٍ موجودٍ فاللهُ قادرٌ على إعدامِهِ، كلُّ شيءٍ فاللهُ تعالى قديرٌ عليه، وضدَّ القدرةِ العَجْزُ؛ ولهذا قال عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا} [فاطر: ٤٤].

[من فوائد الآية الكريمة]

الْفَائِدَة الأُولَى: الإنكارُ على الذين اتخذوا من دونِ اللهِ أولياءَ؛ لأنَّ (أَمْ) هنا بمعنى بل وهمزةِ الإستفهامِ الإنكاريَّةِ.

<<  <   >  >>