للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الفائدةُ الأولى: الحصرُ.

الفائدةُ الثانيةُ: التوكيدُ.

والفائدةُ الثالثةُ: الفصلُ بين الخبرِ والصفةِ.

يعني: مثلًا إذا قلتَ: فلانٌ الكريمُ، فـ (فلانٌ) مبتدأٌ، و (الكريمُ) خبرٌ، ويحتملُ أن تكونَ (فلانٌ) مبتدأً، و (الكريمُ) صِفَتَهُ والخبرُ محذوفٌ، فلانٌ الكريمُ حاضرٌ، فإذا قلتَ: فلانٌ هو الكريمُ. تَعَيَّنَ أن تكونَ (الكريمُ) خبرًا وليست صفةً؛ ولهذا يُسَمُّونه ضميرَ الفصْلِ؛ لأنَّه يَفْصِلُ؛ أي: يُمَيِّزُ بين الخبرِ وبَيْنَ الصفةِ.

إذن: هو يفيدُ الحصرَ، والتوكيدَ، والتمييزُ بينَ الخبرِ والصفةِ، نَزيدُ ذلك بالمثالِ: محمدٌ الرسولُ. يَحْتَملُ أن تكونَ (الرسولُ) صفة لـ (محمدٌ)، وأن التقديرَ: محمدٌ الرسولُ صادقٌ.

فإذا أتيتَ بِـ (هو) وقلتَ: محمدٌ هو الرسولُ. يتعيَّنُ أن (الرسولُ) خبرٌ هذه واحدةٌ، أيضًا هو الرسولُ يفيدُ الحصرَ يعني: لا غيرُهُ، ولا شكَّ أن محمَّدَ بنَ عبدِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ هو الرسولُ لهذه الأمةِ، ولا رسولَ غيرُهُ.

فـ (هو) ليس له محلٌّ من الإعرابِ؛ لأَنَّه حَرْفٌ؛ ولهذا نقولُ: (اللهُ) مبتدأٌ، و {الْوَلِيُّ} خبرُهُ، و {هُوَ} ضميرُ فصلٍ لا محلَّ له من الإعرابِ.

قال المُفسِّر رَحِمَهُ اللهُ: [{هُوَ الْوَلِيُّ} أي: الناصرُ للمؤمنين]. وفي هذا نظرٌ؛ لأنَّ المُفسِّر الآنَ قَصَرَ الولايةَ على الولايةِ الخاصَّةِ، والصوابُ أنها عامَّةٌ، هو الوليُّ لكلِّ أحدٍ بالوَلايةِ العامَّةِ والوَلايةِ الخاصَّةِ، الوَلايةُ العامَّةُ لكلِّ أحدٍ، فإنه لا يتولى شؤونَ الخَلْقِ إلا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ والوَلايةُ الخاصَّةُ هي وَلايةُ النُّصْرةِ والتأييدِ، وعلى هذا فاقتصارُ

<<  <   >  >>