الأصنامَ] إشارةٌ منه إلى أن المفعولَ الأولَ لـ {اتَّخَذُوا} محذوفٌ والتقديرُ: أَمِ اتخذوا من دونه الأصنامَ أولياءَ؛ لأنَّ {اتَّخَذُوا} تَنْصِبُ مَفْعُولَيْن، فقولُهُ تعالى:{وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا}[النساء: ١٢٥].
ففي هذه الآيةُ ليس أمام أعيننا إلا مفعولٌ واحدٌ:{أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ} نقولُ: المفعولُ الأولُ محذوفٌ، والتقديرُ: أَمِ اتخذوا الأصنامَ أولياءَ.
وقوله:{أَوْلِيَاءَ} يعني: أنصارًا يستغيثون بهم ويستنصرون بهم ويوالونهم ويتقربون إليهم كأنهم رَبٌّ.
قال المفسِّر رَحِمَهُ اللهُ: [{أَمِ} منقطعةٌ بمعنى (بل) التي للإنتقالِ والهمزةُ للإنكارِ؛ أي: ليس المتخذونَ أولياء] يعني: هؤلاء اتخذوا أولياءَ الأصنامَ، والأصنامُ بعضُها شجَرٌ، وبعضها حَجَرٌ، وبعضها مخلوقاتٌ كونيَّةٌ، كالشمسِ والقمرِ، وبعضُها مخلوقاتٌ بشريَّةٌ، كلُّ هذه لا تنفعُ صاحبَها؛ ولذلك تجدُ المشركين إذا وقعوا في الضرورةِ من يَدْعُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ {وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}[لقمان: ٣٢]، فهي لا تنفعُ، وهم أيضًا مقرونٌ بهذا يقولون:{مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}[الزمر: ٣].
وقوله:{فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ} قال المُفسِّر رَحِمَهُ اللهُ: [أي: الناصرُ للمؤمنين، والفاءُ لمجردِ العطفِ](الفاءُ) في قولِهِ: {فَاللَّهُ} يعني: أنها ليست جوابًا لشرطٍ، ولكنها لمجردِ العطفِ، {فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ} انتبهْ في إعرابِ الجملةِ هذه (الله) مبتدأٌ، و {وهُوَ} ضميرُ فَصْلٍ، و {الْوَلِيُّ} خبرُ المبتدأِ.
واعلمْ أنَّ ضميرَ الفصلِ حرفٌ وليس اسمًا، هذه واحدةٌ، وله ثلاثُ فوائدَ: