وقولُهُ رَحِمَهُ اللهُ:[الخطابُ للمؤمنين وغيْرِهِم]، صحيحٌ؛ لأنَّ هذا يُخَاطَبُ به المؤمنُ والكافرُ، الكافرُ يتمتعُ بالدُّنْيا؛ ولكنهم يتمتعون كما تَتَمَتَّعُ {الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ}[محمَّدٍ: ١٢]، والمؤمنُ يَتَمَتَّعُ بالدُّنْيا ولكنَّه إذا قام بعملِ الآخرةِ صار نعيمُهُ في الدُّنْيا وفي الآخرةِ.
قَوْلُهُ:{فَمَتَاعُ} الفاءُ رابطةٌ لجوابِ الشَّرْطِ، وهو قولُهُ:{فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ}؛ لأنَّ (ما) هنا شَرْطِيَّةٌ و {مِنْ شَيْءٍ} بيانًا لها، وجملةُ {فَمَتَاعُ} هذه جوابُ الشَّرْطِ، وعلى هذا فنقولُ: إنَّ (مَتَاعَ) خبرٌ لمبتدأٍ محذوفٍ، والتَّقديرُ: فهو متاعٌ، قال المفسِّرُ رَحِمَهُ اللهُ: [{فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} يَتَمَتَّعُ فيها ثم يزولُ].