وعلى كلِّ حالٍ: نحن لسنا مُكَلَّفِين إلا بما نَفْهَمُه من ظاهِرِ الآيةِ ولا نتجاوزُ ذلك.
فنقولُ: ظاهرُ الآيةِ الكريمةِ أن السَّمواتِ فيها دوابُّ كالأرضِ، وإذا سَأَلَنَا السائلُ: ما هذه الدوابُّ؟ قلنا: إما الملائكةُ أو غيرُها، اللهُ أعلمُ.
وقال بعضُ العلماءِ:{وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ} أي: في الأرضِ، كما في قولِهِ تعالى:{مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ}[الرحمن: ١٩] إلى قولِهِ: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ}[الرحمنِ: ٢٢] وزعموا أن هذا لا يكونُ إلا في المالِحِ، والصوابُ: أن الآيةَ على ظاهِرِها في آيةِ الرحمنِ {يَخْرُجُ مِنْهُمَا} وأن البحريْنِ المالحَ والعذْبَ كلاهما يَخْرُجُ منه اللؤلؤُ والمَرْجانُ، وإن كان في أحدِهِما أكثرُ.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: الرَّدُّ على أولئك المُنْكِرِينَ للبعْثِ الذين قالوا: {ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}[الجاثيةِ: ٢٥] المنكرون للبعثِ يقولون: إن كنتم صادقين هاتوا آباءَنا فيقالُ: إن اللهَ تعالى لم يشأْ ذلك، وسيشاؤه فيما بعدُ، وأنتم لم يقلْ لكم: إنكم مجموعون اليومَ، بل قيل: إن {إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (٤٩) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ} [الواقعةِ: ٤٩ - ٥٠]. وأما تَحَدِّيهم بما لم يلتزمْه المتكلِّمُ فهذا ضائعٌ سُدًى.
الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: تمامُ قدرةِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بجمعِ هذه المخلوقاتِ، فإن قيل: هل في الآيةِ ما يَدُلُّ على تقييدِ القدرةِ بالمشيئةِ؟
فالجوابُ: لا؛ لأنَّ المُقَيَّدَ بالمشيئةِ ليس القدرةَ ولكن الجمْعَ، وبهذا نَعْرِفُ أن