للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسئل: «عمن يلعن معاوية فماذا يجب عليه؟

فأجاب: «من لعن أحدًا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - كمعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ونحوهما ومن هو أفضل من هؤلاء كأبي موسى الأشعري وأبي هريرة ونحوهما أو من هو أفضل من هؤلاء كطلحة والزبير وعثمان وعلي بن أبي طالب وأبي بكر الصديق وعمر وعائشة أم المؤمنين وغير هؤلاء من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنه مستحق للعقوبة البليغة باتفاق أئمة الدين. وتنازع العلماء هل يعاقب بالقتل أو ما دون القتل؟ كما قد بسطنا ذلك في غير هذا الموضع.

وقد ثبت في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنْفَقَ أَحَدُكُمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ) (١). واللعنة أعظم من السب، وقد ثبت في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (لَعْنُ المُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ) (٢).


(١) صحيح البخاري، كتاب أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا) (٥/ ٨)، رقم (٣٦٧٣)، وصحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة رضي الله تعالى عنهم، باب تحريم سب الصحابة - رضي الله عنهم - (٤/ ١٩٦٧)، رقم (٢٥٤٠). وهو في صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٢) صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب من كفر أخاه بغير تأويل فهو كما قال (٨/ ٢٦)، رقم (٦١٠٥)، وصحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه وأن من قتل نفسه بشيء عذب به في النار وأنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة (١/ ١٠٤)، رقم (١١٠). عن ثابت بن الضحاك - رضي الله عنه -.

<<  <   >  >>