للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما القاسم بن عبد الواحد فهو ابن أيمن المكي، قال أبو حاتم: «يُكتب حديثه، قلت (١): يحتجُّ بحديثه؟ قال: يحتجُّ بحديث سفيان وشعبة» (٢).

وذكره ابن حبان في "الثقات" (٣).

وقال الذهبي: «وُثِّق». ثم ساق له حديثًا من مناكيره (٤).

وقال ابن حجر: «مقبول» (٥).

ولأجل هذا فقد صحح الحديث الحاكم في مستدركه (٦)، ووافقه الذهبي.

وحسَّنه ابن القيم، حيث قال: «هذا حديث حسن جليل، وعبد الله بن محمد بن عقيل صدوق حسن الحديث، وقد احتج به غير واحد من الأئمة، وتَكَلَّمَ فيه من قِبَلِ حفظه. وهذا الضرب ينتفي من حديثهم ما خالفوا فيه الثقات ورووا ما يخالف روايات الحفاظ وشذوا عنهم، وأما إذا روى أحدهم ما شواهده أكثر من أن تُحصر -مثل هذا الحديث- فلا ريب في قبول حديثه.

أما (٧) القاسم بن عبد الواحد بن أيمن المكي فحسن الحديث أيضًا، وقد احتج به النسائي مع تشدده في الرجال، وأن له فيهم شرطًا أشد من شرط مسلم، وحَسَّن الترمذي حديثه، وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات"» (٨).

رابعًا: أن نبز أهل السُّنَّة والجماعة بالألقاب السيئة والألفاظ النابية ليس بضائرهم شيئًا، ولا يضر الرامي لهم بذلك إلا نفسه. ومن يتأمل في هذه الألقاب يجد أنها ليست وليدة اليوم، وإنما وُلدت يوم وُجدت فرق أهل الزيغ والضلالة من الجهمية والمعتزلة والرافضة وغيرهم من المبتدعة. فهؤلاء ما فتئوا في إلصاق التهم بأهل السُّنَّة، ومن هذه التهم التي يصفونهم بها:

١ - تارة يصفونهم بـ"المجسّمة"، كصاحب الرسالة، أي: أنهم يشبِّهون الخالق بالمخلوق، ويجعلونه جسمًا مثله.


(١) يعني: ابن أبي حاتم يسأل أبيه أبي حاتم.
(٢) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (٧/ ١١٤).
(٣) الثقات لابن حبان (٧/ ٣٣٧).
(٤) ميزان الاعتدال للذهبي (٣/ ٣٧٥)، ترجمة: القاسم بن عبد الواحد، رقم الترجمة (٦٨٢٣).
(٥) تقريب التهذيب لابن حجر (ص:٤٥٠).
(٦) ذكره الحاكم في مستدركه في موضعين، وقال عنه في الموضع الأول: «صحيح الإسناد ولم يخرجاه». المستدرك للحاكم، كتاب التفسير، تفسير سورة حم المؤمن (٢/ ٢٤٥)، رقم (٣٦٣٨).
وقال عنه في الموضع الثاني: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». المستدرك للحاكم، كتاب الأهوال (٤/ ٦١٨).
ووافقه الذهبي، فقال في كلا الموضعين: «صحيح».
(٧) كذا في مختصر الصواعق المرسلة، ولعل الصواب: وأما.
(٨) مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة لابن القيم للبعلي (ص:٤٨٩ - ٤٩٠).

<<  <   >  >>