للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يسمع صوتاً أو يجد ريحاً)))) (١).

وَقَالَ البَيْهَقِيّ: ((هَذَا مختصر)) (٢).

إلا أن الحَافِظ ابن التركماني قَالَ: ((لَوْ كَانَ الْحَدِيْث الأول مختصراً من الثاني، لكان موجوداً في الثاني مَعَ زيادة، وعموم الحصر المذكور في الأول لَيْسَ في الثاني، بَلْ هما حديثان مختلفان)) (٣).

وتابعه عَلَى هَذَا التعليل الشوكاني، فَقَالَ: ((شعبة إمام حافظ واسع الرِّوَايَة، وَقَدْ رَوَى هَذَا اللفظ بهذه الصيغة المشتملة عَلَى الحصر، ودينه، وإمامته، ومعرفته بلسان العرب يرد ما ذكره أبو حاتم)) (٤).

وأيّد هَذَا الشَّيْخ أبو إسحاق الحويني في تحقيقه لـ "منتقى" ابن الجارود (٥).

وَإِذَا ذهبنا نستجلي حقيقة الأمر بطريق البحث العلمي المستند إِلَى حقائق الأمور وقواعد أصحاب هَذَا الفن، نجد أن أبا حاتم الرازي لَمْ يحكم بهذا الحكم من غَيْر بينة، إِذْ أشار في تضاعيف كلامه إِلَى أن مستنده في الحكم بوهم شعبة واختصاره للحديث: مخالفته لجمهور أصحاب سهيل، وهذا هُوَ المنهج العلمي الَّذِي يتبعه أَئِمَّة الْحَدِيْث في مَعْرِفَة ضبط الرَّاوِي، وذلك من خلال مقارنة روايته برواية غيره، وهذا يقتضي جمع الطرق، والحكم عن تثبت، لا بالتكهن والتجويز العقلي الخلي عن البرهان والدليل.

وبغية الوصول إِلَى الحكم الصائب تتبعنا طرق هَذَا الْحَدِيْث، فوجدنا سبعة من أصحاب سهيل رووه عن سهيل خالفوا في رواياتهم رِوَايَة شعبة، وهم:

١ - جرير بن عَبْد الحميد بن فرط الضبي، عِنْدَ مُسْلِم (٦)، والبيهقي (٧).

٢ - حماد بن سلمة، عِنْدَ: أَحْمَد (٨)، والدارمي (٩)، وأبي داود (١٠).

٣ - خالد بن عَبْد الله الواسطي، عِنْدَ ابن خزيمة (١١).


(١) علل الْحَدِيْث ١/ ٤٧ (١٠٧).
(٢) السنن الكبرى ١/ ١١٧.
(٣) الجوهر النقي ١/ ١١٧.
(٤) نيل الأوطار ١/ ٢٢٤.
(٥) غوث المكدود ١/ ١٧.
(٦) في صحيحه ١/ ١٩٠ (٣٦٢) (٩٩).
(٧) في سننه ١/ ١١٧.
(٨) في مسنده ٢/ ٤١٤.
(٩) في سننه (٧٢٧).
(١٠) في سننه (١٧٧).
(١١) في صحيحه (٢٤) و (٢٨).

<<  <   >  >>