للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بتصنيف كتب: (التصحيف والتحريف) وكتب (المؤتلف والمختلف) (١)، وهذا الفن فن جليل لما يحتاج إِلَيْهِ من الدقة والفهم واليقظة، وَلَمْ ينهض بِهِ إلا الحفاظ الحاذقون قَالَ ابن الصَّلاَحِ: ((هَذَا فن جليل إنما ينهض بأعبائه الحذاق من الحفاظ)) (٢).

والسبب في وقوع التصحيف والإكثار مِنْهُ إنما يحصل غالباً للآخذ من الصحف وبطون الكتب، دون تلق للحديث عن أستاذ من ذوي الاختصاص؛ لِذَلِكَ حذر أئمة الْحَدِيْث من عمل هَذَا شأنه، قَالَ سعيد بن عَبْد العزيز التنوخي (٣): ((لا تحملوا العلم عن صحفي، ولا تأخذوا القرآن من مصحفي)) (٤).

[أقسام التصحيف]

للتصحيف بحسب وجوده وتفرعه أقسام. ينقسم إِلَيْهَا وَهِيَ ستة أنواع:

[القسم الأول: التصحيف في الإسناد]

مثاله: حَدِيْث شعبة، عن العوام بن مراجم (٥)، عن أبي عثمان النهدي (٦)، عن


(١) الْمُؤْتَلِف لغة: اسم فاعل من الائتلاف بمعنى الاجتماع والتلاقي، وَهُوَ ضد النفرة، قَالَ ابن فارس: الهمزة واللام والفاء أصل واحد يدل عَلَى انضمام الشيء إلى الشيء، والأشياء الكثيرة أَيْضاً. مقاييس اللغة ١/ ١٣١ (ألف)، وانظر: شرح علي القاري عَلَى النخبة:٢٢٤، وتيسر مصطلح الْحَدِيْث: ٢٠٨.
والمختلف لغة: اسم فاعل من الاختلاف، وَهُوَ ضد الاتفاق، يقال: تخالف الأمران، واختلفا إذا لَمْ يتفقا. وكل ما لَمْ يتساوَ فَقَدْ تخالف واختلف. لسان العرب ٩/ ٩١ (خلف)، وانظر: شرح علي القاري عَلَى النخبة: ٢٢٤، وتيسر مصطلح الْحَدِيْث: ٢٠٨.
والمؤتلف والمختلف في اصطلاح الْمُحَدِّثِيْنَ: هُوَ ما يتفق في الخط دون اللفظ. فتح المغيث ٣/ ٢١٣.
وَهُوَ فن مهم للغاية، وفيه عدة مؤلفات سردها الدكتور موفق في كتابه " توثيق النصوص ": ١٨٣ - ١٩٤ فبلغ بِهَا ستين.
(٢) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: ٢٥٢، وطبعتنا: ٤٤٨.
(٣) هُوَ سعيد بن عَبْد العزيز التنوخي الدمشقي: ثقة إمام، لكنه اختلط في آخر أمره، توفي سنة (١٦٧هـ‍)، وَقِيْلَ: (١٦٣ هـ‍)، وَقِيْلَ: (١٦٤هـ‍).
سير أعلام النبلاء ٨/ ٣٢، والكاشف ١/ ٤٤٠ (١٩٢٦)، والتقريب (٢٣٥٨).
(٤) الجرح والتعديل ٢/ ٣١، وتصحيفات الْمُحَدِّثِيْنَ ١/ ٧١، وشرح ما يقع فِيْهِ التصحيف: ١٣، والتمهيد ١/ ٤٦، وفتح المغيث ٢/ ٢٣٢.
(٥) انظر: الإكمال ٧/ ١٨٦.
(٦) بفتح النون وسكون الهاء. التقريب (٤٠١٧).

<<  <   >  >>