للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمغيرة (١)، رووا هَذَا الْحَدِيْث عن شقيق، عن عَبْد الله بن مسعود باللفظ الصَّحِيْح.

وبهذا يَكُوْن أبو معاوية قَدْ خالف الرُّوَاة الأكثر مِنْهُ عدداً في رِوَايَة هَذَا الْحَدِيْث مقلوباً، لذا قَالَ ابن خزيمة: ((وشعبة وابن نمير أولى بمتن الخبر من أبي معاوية وتابعهما أَيْضاً سيار أبو الحكم (٢)، عن أبي وائل، عن عَبْد الله)) (٣).

وَقَالَ الحافظ ابن حجر نقلاً عن الإسماعيلي: ((إنما المحفوظ أن الَّذِيْ قلبه أبو معاوية وحده، وبذلك جزم ابن خزيمة في "صحيحه"، والصواب رِوَايَة الجماعة)) (٤). ثُمَّ قَالَ: ((وهذا هُوَ الَّذِيْ يقتضيه النظر؛ لأن جانب الوعيد ثابت بالقرآن وجاءت السنة عَلَى وفقه، فلا يحتاج إلى استنباط، بخلاف جانب الوعد فإنه في محل البحث إِذْ لا يصح حمله عَلَى ظاهره)) (٥).

الثاني: أن يبدل الرَّاوِي عامداً سند متنٍ

بأن يجعله لمتن آخر، ويجعل للمتن الأول سنداً آخر، ودافع هَذَا الفعل أحد أمرين (٦):

١ - إما بقصد الإغراب وفاعل ذَلِكَ داخل في صنف الوضاعين ملحقاً بالكذابين (٧).

مثاله: ما رواه عمرو بن خالد الحراني (٨)، عن حماد بن عمرو النصيبي (٩)، عن


=
ابن منده عقبه: ((فحديث هشيم عن سيار ومغيرة خلاف رِوَايَة الأعمش ورواية أبي عوانة، عن مغيرة)).
(١) عِنْدَ أحمد ١/ ٣٧٤، وابن حبان (٢٥١)، وابن منده (٧٢).
(٢) سيار أبو الحكم العَنَزي، ويقال: البصري: ثقة، وَلَيْسَ هُوَ الَّذِي يروي عن طارق بن شهاب، توفي سنة (١٢٢ هـ‍).
الثقات ٦/ ٤٢١، وتهذيب الكمال ٣/ ٣٥١ (٢٦٥٥)، والتقريب (٢٧١٨).
(٣) التوحيد: ٣٦٠.
(٤) فتح الباري ٣/ ١١١.
(٥) فتح الباري ٣/ ١١١.
(٦) انظر: النكت عَلَى كتاب ابن الصَّلاَحِ ٢/ ٨٦٤.
(٧) انظر: شرح التبصرة والتذكرة ١/ ٣٢٠ طبعتنا.
(٨) هُوَ عَمْرو بن خالد بن فرّوخ التميمي، ويقال: الخزاعي، أبو الحسن الحراني، نزيل مصر: ثقة، توفي سنة (٢٢٩ هـ‍).
تهذيب الكمال ٥/ ٤٠٦ - ٤٠٧ (٤٩٤٥)، والكاشف ٢/ ٧٥ (٤١٤٩)، والتقريب (٥٠٢٠).
(٩) هُوَ حماد بن عَمْرو، أبو إسماعيل النصَّيِبيٌّ، قَالَ ابن حبان: كَانَ يضع الْحَدِيْث وضعاً عَلَى الثقات، وَقَالَ يَحْيَى بن مَعِيْنٍ: لَيْسَ بشيء.
الضعفاء الكبير ١/ ٣٠٨، والمجروحين ١/ ٣٠٧، والكامل ٣/ ١٠.

<<  <   >  >>