للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما ما كان منه غير متعد، فإن مستقبله ياتى على «يفغل» بالكسر غير أفعال [أيضا] (١) أتت باللغتين، وهى:

شج يشج ويشج، وجدّ فى الأمر يجد ويجد، وجمّ الفرس يجم ويجم، وشبّ يشب ويشب، وفحّت الأفعى تفح وتفح، وترّت يده تتر وتتر (٢)، وطرّت تطرّ وتطرّ، وحدّت المرأة تحد وتحد، وشذّ الشئ يشذ ويشذ، ونسّ الشئ ينسّ وينس، إذا يبس، وشطّت الدّار تشط وتشط، ودرّت الناقة وغيرها تدر وتدر.

وقد شذ منه حرف واحد أتى بالضم خاصة، وهو: ألّ الشئ يؤل: إذا (٣) برق، وألّ الرجل يؤلّ: رفع صوته ضارعا، وأما قولهم: ذرّت الشمس تذر، وهبّت الريح تهب، فزعم الفراء «*» أن الضم إنما جاء فيهما على القياس؛ لأن فيهما معنى التعدى (٤)

وهذا الفصل الذى ذكرناه من أمر المضاعف هكذا رواه «يعقوب» «* *» عن الفراء، وهكذا أيضا نقله «ابن قتيبة «* * *»»


(*) الفراء: أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء، وقيل له الفراء، لأنه كان يفرى الكلام، والفراء أعلم الكوفيين بالنحو واللغة، أخذ النحو عن الكسائى: توفى سنة ٢٠٧ هـ وفيات الأعيان ٥ - ٢٢٥.
(* *) ابن السكيت أبو يوسف يعقوب بن إسحاق، روى عن الأصمعى، وأبى عبيدة، والفراء، توفى سنة ٢٤٤ هـ وفيات الأعيان ٥ - ٤٣٨، وانظر فى هذا الفصل إصلاح المنطق ٢٤٠ - ٢٤١.
(* * *) ابن قتيبة: أبو محمد عبد الله بن مسلم الدينورى أخذ عن أبى حاتم السجستانى، وكان إماما فى اللغة والأدب، والأخبار وأيام الناس توفى سنة ٢٨٦ هـ، وفيات الأعيان ٢ - ٢٤٦. وانظر هذا الفصل فى أدب الكاتب ١٧٠ ط القاهرة ١٣٢٨ هـ.
(١) «أيضا» تكملة من ب.
(٢) ب: «وثرت يده تثر وتثر» بالثاء المثلثة، وجاء الفعلان بالضم والكسر، قال صاحب التهذيب ١٤ - ٢٥٠ «وقال أبو عمرو: تر بضم عين المضارع بسلحه يتر ويتر: إذا قذف به، وجاء فى التهذيب ١٥ - ٥٧ «ثعلب عن (ابن الأعرابى يثر: بكسر العين إذا اتسع، وثر يثر: إذا بل سويقا أو غيره «وعلى هذا يكون ترك الفعل «ثر بالثاء المثلثة فى أ، والفعل «تر» بالتاء المثناة فى ب من فعل النقلة توهم التكرار أحد احتمالين، وثانيهما ترك أبى عثمان أحد الفعلين وحدث تصحيف من النقلة فى إحدى النسختين.
(٣) «إذا» ساقطة من ب.
(٤) هذا كله لما كان على بناء فعل - بفتح العين - متعديا وغير متعد، أما ما كان على بناء «فعل» - بكسر العين - فإن مستقبله على يفعل بفتحها.

<<  <  ج: ص:  >  >>