مقدمة بقلم الدكتور مهدى علام، عضو مجمع اللغة العربية
«الفعل» فى كل لغة، وفى كل لغة راقية على وجه الخصوص، هو مصدر التعبير عن أفكار المتحدثين بهذه اللغة؛ هو اللفظ الذى يصور النشاط والحركة وكل ما تموج به حياة البشر من فكر ووجدان. ويدلنا على هذا أن اللغات البدائية:
التى لا تتعدد فيها صور الحياة المتطورة، تعتمد - أكثر ما تعتمد - على «الأسماء»، وتستعين بقدر قليل من «الأفعال». وحينما يرتفع مستوى تفكيرها إلى الحاجة إلى مزيد من التمييز بين صور نشاطها التى يعبر عنها بصيغ «الأفعال»، تستعين عندئذ بإضافة ألفاظ إلى مجموعة «الأفعال» التى لديها - ألفاظ تعدّل معانى هذه الأفعال، وتنوع دلالاتها، كإلحاق ما يقابل عندنا فى العربية «الظرف» أو «الحال». ومن أمثلة ذلك «الأفعال» التى تنتمى إلى أصل «أنجلوسكسونى» فى اللغة الإنجليزية، قبل أن تثرى هذه اللغة بالأفعال التى استعارتها من الغتين العريقتين، اللاتينية واليونانية ..
وإن نظرة سريعة إلى بعض تلك الأفعال «الأولية» فى أى معجم إنجليزى، لتدل على مدى تنوع الدلالات لفعل الواحد، بإضافة هذه المكملات النحوية إليه.
ففعل) Get (مثلا يعبر عن عشرة معان (أى ما يساوى عشرة أفعال مختلفة) بسبب الإضافات التى تلحقه، مثل) Away - out) N, IN (الخ. وفعل) L ck (يدل، بسبب مثل هذه الإضافات، على سبع دلالات. وفعل) Set (على سبع كذلك، وفعل) Put (على نحو عشرين.