للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأدلة:

أدلة أصحاب القول الأول:

استدلوا بقوله تعالى: {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ} الآية. (١)

وجه الدلالة:

أن الرأس هو ما اشتمل عليه منابت الشعر المعتاد، والآية موجبة لمسح البعض من غير تحديد (٢).

أدلة أصحاب القول الثاني:

الدليل الأول: حديث المغيرة - رضي الله عنه - (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ ومسح بناصيته، وعلى العمامة وعلى خفيه) (٣).

وجه الدلالة:

قالوا: إن الناصية متعينة للنص عليها في الحديث (٤).

الدليل الثاني: عن سلمة بن الأكوع (٥)، (أنه كان يمسح مقدم رأسه) (٦).

وأجيب عنه:

أن المسح اسم جنس يصدق بالبعض والكل، ومسح الناصية فرد من أفراده، وذكر فرد من أفراد العام بحكم العام لا يخصصه (٧).

الترجيح:

على القول الراجح السابق في مسألة حكم استيعاب الرأس بالمسح، وأن الواجب هو تعميم الرأس بالمسح فإن هذه المسألة غير واردة، لكن من ذهب إلى أن مسح بعض الرأس يجزئ فالأولى له أن يمسح الناصية عملاً بالحديث وهو ما فضله أيضاً فقهاء الشافعية القائلين بإجزاء مسح بعض الرأس (٨).


(١) المائدة:٦.
(٢) انظر: الحاوي الكبير (١/ ١١٦)، المهذب (١/ ٤٠).
(٣) تقدم تخريجه.
(٤) انظر: إعانة الطالبين (١/ ٥٢).
(٥) سلمة بن الأكوع: هو سلمة بن عمرو بن سنان الأكوع، صحابي من الذين بايعوا تحت الشجرة. غزا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - سبع غزوات وكان شجاعا بطلا راميا عدَّاءً. روى عنه - صلى الله عليه وسلم - وعن أبي بكر وعمر وعثمان وطلحة - رضي الله عنه - روى عنه ابنه إياس ومولاه يزيد بن أبي عبيد وعبد الرحمن بن عبد الله بن كعب وغيرهم. له ٧٧ حديثا، توفي سنة ٧٤ هـ. انظر ترجمته: تهذيب التهذيب (٤/ ١٥٠)، والأعلام (٣/ ١٧٢).
(٦) أخرجه ابن أبي شيبة، كتاب الطهارات، في مسح الرأس كيف هو، برقم (١٥٥)، (١/ ٢٣).
(٧) انظر: إعانة الطالبين (١/ ٥٢).
(٨) انظر: أسنى المطالب (١/ ٤١)،إعانة الطالبين (١/ ٦١).

<<  <   >  >>