للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأدلة:

أدلة أصحاب القول الأول:

الدليل الأول: حديث معاوية - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن العينين وِكاءُ (١) السَّهِ (٢)، فإذا نامت العينان استطلق الوِكاءُ) (٣) وفي رواية عن علي مرفوعاً: (فمن نام فليتوضأ) (٤).

وجه الدلالة:

أنه عام في النوم فيشمل الكثير واليسير (٥).

نوقش:

بأنهما ضعيفان (٦)، وعلى فرض صحتهما فيفهم منهما أن النوم المعتاد هو الذي يستطلق منه الوكاء، ثم نفس الاستطلاق لا ينقض، وإنما ينقض ما يخرجه مع الاستطلاق، وقد يسترخي الإنسان حتى ينطلق الوكاء ولا ينتقض وضوؤه (٧).

الدليل الثاني: حديث صفوان بن عسال (٨) - رضي الله عنه - (أمرنا أن لا ننزع خفافنا، إذا كان سفراً –أو مسافرين- ثلاثة أيام ولياليهن، إلا من جنابة، لكن من غائطٍ أو بول أو نوم) (٩).

وجه الدلالة:

أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عمّ كل نوم، ولم يخص قليله من كثيره، ولا حالاً من حال، وسوّى بينه وبين الغائط والبول في الحكم (١٠).

نوقش:

بأنه ليس فيه أن النوم ينقض الوضوء، وإنما فيه أنه لا ينزعهما من الغائط والبول والنوم (١١).


(١) الوكاء بكسر الواو وبالمد -هو خيط الذي تشد به الصرة والكيس ونحوهما, انظر: النهاية (٥/ ٢٢٢) , المجموع (٢/ ١٤) , اللباب للمنيجي (١/ ١١٦) , معالم السنن مع التهذيب (١/ ١٤٥).
(٢) السه: -بفتح السين المهملة, وكسر الهاء المخففة- وهو حلقة الدبر, والمعنى: إن اليقظة وكاء الدبر, حيث كنى بالعين عن اليقظة, لأن النائم لا عين له تبصر. انظر: المصادر السابقة.
(٣) رواه أحمد (٤/ ٩٧) , واللفظ له, والطبراني في الكبير (١٩/ ٣٧٢, ٣٧٣) برقم ٨٧٥, والدار قطني (١/ ١٩٠) , وضعف إسناده الحافظ في التلخيص (١/ ١٠٨) وضعفه أيضاً الذهبي في تنقيح التحقيق (١/ ١٩٤).
(٤) رواه أحمد (١/ ١١١) , وأبو داود, في كتاب الطهارة, باب في الوضوء من النوم (١/ ١٤٠) برقم ٢٠٣, وابن ماجه في كتاب الطهارة وسننها, باب الوضوء من النوم (١/ ١٦١) برقم ٤٧٧, والبيهقي (١/ ١١٨) قال الحافظ في التلخيص (١/ ١٠٨) وحسن المنذري وابن الصلاح والنووي حديث معاوية يعني: هذا الحديث, قلت: وتحسين النووي له في المجموع (٢/ ١٣, ١٨).
(٥) انظر: المجموع (٢/ ١٨, ١٩).
(٦) انظر: المحلى (١/ ٢٣١) , مجموع الفتاوي (٢١/ ٣٩٥).
(٧) انظر: مجموع الفتاوي (٢١/ ٣٩٥).
(٨) هو صفوان بن عسّال المرادي الجملي صحابي، روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وغزا معه اثنتي عشرة غزوة، وروى عنه عبد الله بن مسعود، وزر بن حبيش، وعبد الله بن سلمة، وحذيفة بن أبي حذيفة وغيرهم.
انظر: ترجمته: الإصابة (٢/ ١٨٩)،وأسد الغابة (٢/ ٤٠٩).
(٩) رواه الترمذي وصححه، في أبواب الطهارة، باب المسح على الخفين للمسافر والمقيم (١/ ١٥٩) برقم ٩٦، والنسائي في كتاب الطهارة، باب التوقيت في المسح على الخفين للمسافر (١/ ٨٣) برقم ٢٧،وابن ماجه في كتاب الطهارة وسننها، باب الوضوء من النوم (١/ ١٦١) برقم ٤٧٨، وصححه النووي في المجموع (١/ ٤٧٩).
(١٠) انظر: المحلى (١/ ٢٢٣) , بداية المجتهد (١/ ٣٢) , فتح الباري (١/ ٣١٤).
(١١) انظر: مجموع الفتاوي (٢١/ ٣٩٥).

<<  <   >  >>