للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأقوال في هذه المسألة:

وقد اختلف العلماء في هذه المسألة على أربعة أقوال:

القول الأول:

لا تصح طهارة الرجل بفضل طهور المرأة، إن خلت به. وهو مروي عن عمر (١)، وجويرية (٢)، وأم سلمة (٣)، وإسحاق (٤)، وأهل

الظاهر (٥)، وبه قال: الإمام أحمد (٦)، في الرواية المشهورة عنه، اختارها الخرقي (٧) والقاضي كما تقدم.

القول الثاني: صحة طهارة الرجل بفضل طهور المرأة مطلقاً بلا كراهة.

وبه قال: أبو حنيفة (٨)، ومالك (٩)، والشافعي (١٠)، وهو رواية عن الإمام أحمد (١١) -اختارها شيخ الإسلام ابن تيمية. (١٢).


(١) انظر: المحلى (١/ ٢١٣).
(٢) رواه عنها عبد الرزاق (١/ ١٠٦) برقم: ٣٧٧, وابن أبي شيبة (١/ ٣٤)، وجويرية هي: أم المؤمنين جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار، من خزاعة، وكان أبوها سيد قومه في الجاهلية، فسبيت مع بني المصطلق، فافتداها أبوها، ثم زوجها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان اسمها (برة) فغيره النبي - صلى الله عليه وسلم - وسماها (جويرية) وكانت من فضليات النساء أدبا وفصاحة. روى لها البخاري ومسلم وغيرهما سبعة أحاديث. وتوفيت في المدينة سنة ٥٦ هـ وعمرها ٦٥ سنة، انظر ترجمتها: طبقات ابن سعد (٨: ٨٣) والاصابة (١: ٢٦)، والأعلام للزركلي (٢/ ١٤٨).
(٣) انظر: تهذيب السنن لابن القيم (١/ ٨٢)، وأم سلمة: هي أم المؤمنين هند بنت أبي أمية بن المغيرة القرشية المخزومية، أسلمت قديماً وهاجرت إلى الحبشة، وبعد وفاة زوجها أبي سلمة بن عبد الأسود تزوجها النبي ^ سنة أربع من الهجرة. وهي من فقهاء الصحابيات، ومن أفقه النساء وأشرفهن نسباً، توفيت سنة ٦٢ من الهجرة، وهي آخر أمهات المؤمنين موتاً. انظر ترجمتها في: الإصابة (٤/ ٤٤٠،) العبر (١/ ٤٨،) سير أعلام النبلاء (٢/ ٢٠١)، تهذيب التهذيب (١٢/ ٤٥٥).
(٤) ذكره عنه الترمذي في سننه (١/ ٩٢) , وابن المنذر في الأوسط (١/ ٢٩٣). وإسحاق بن راهويه: هو إسحاق بن إبراهيم بن مخلد من بني حنظلة من تميم عالم خراسان في عصره. طاف البلاد لجمع الحديث، وأخذ عنه أحمد والشيخان. قال فيه الخطيب البغدادي: (اجتمع له الفقه والحديث والحفظ والصدق والورع والزهد) استوطن نيسابور وتوفي بها سنة ٢٣٨ هـ، انظر ترجمته: تهذيب التهذيب (١/ ٢١٦) وميزان الاعتدال (١: ٨٥)؛ وابن خلكان (١: ٦٤).
(٥) انظر: المحلى (١/ ٢١١).
(٦) انظر: المسائل الفقهية من كتاب الروايتين والوجهين (١/ ٨٨, ٨٩) , المغني (١/ ١٥٧)، الإنصاف (١/ ٤٨). تهذيب السنن لابن القيم (١/ ٨٢) , المنح الشافيات (١/ ١٣١).
(٧) انظر: المسائل الفقهية من كتاب الروايتين والوجهين (١/ ٨٨, ٨٩)، والخرقي: هو أبو القاسم عمر بن الحسين بن عبد الله الخرقي، من كبار فقهاء الحنابلة، من أهل بغداد. رحل عنها لما ظهر فيها سبّ الصحابة. نسبته إلى بيع الخرق. له تصانيف احترقت، وله المختصر في الفقه، يعرف بمختصر الخرقي توفي بدمشق ٣٣٤ هـ انظر ترجمته: وفيات الأعيان (١: ٣٧٩)، وطبقات الحنابلة (٢: ٧٥ - ١١٨)، والأعلام للزركلي (٥/ ٢٠٢).
(٨) انظر: شرح معاني الآثار (١/ ٢٦) , مختصر الطحاوي: ١٩, المبسوط (١/ ٦١, ٦٢).
(٩) انظر: المدونة الكبرى (١/ ١٤) , بداية المجتهد (١/ ٢٨) , القوانين الفقهية: ٢٥.
(١٠) انظر: الأم (١/ ٧) , فتح العزيز (٢/ ١٤٩) , المجموع (٢/ ١٩١).
(١١) انظر: مسائل الإمام أحمد لأبي داود: ٤, الإفصاح (١/ ٩٨, ٩٩) , المغني (١/ ٢٨٣) , المبدع (١/ ٥٠).
(١٢) انظر: اختيارات شيخ الإسلام لحفيد ابن القيم: (١١, ٢٩)،و الاختيارات الفقهية للبعلي (ص ٣).

<<  <   >  >>