للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أدلة أصحاب القول الخامس:

استدل القائلون: أن الدباغ يطهر جلد مأكول اللحم فقط بالإضافة لما سبق من الأدلة، بما يلي:

الدليل الأول: عن سلمة بن المحبق (١) - رضي الله عنه - أن - صلى الله عليه وسلم - أتى على بيت قدامه قربة معلقة، فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - الشراب فقالوا: إنها ميتة. فقال: (ذكاتها دباغها) (٢).

وجه الدلالة:

أن في قصة الحديث دلالة على أنه في جلد ما يؤكل لحمه (٣).

الدليل الثاني: عن أبي المَلِيح (٤) بن أسامة (٥) عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (نهى عن جلود السباع) (٦).

وجه الدلالة:

أن الحديث دل على أن الدباغ لا يطهر جلود السباع، ويقاس عليها غير مأكول اللحم (٧).

الترجيح:

الراجح والله أعلم هو القول الأخير فلا يطهر بالدباغ إلا جلد ميتة مأكول اللحم، لأن فيه جمع بين الأدلة التي ظاهرها التعارض، وبه يتحقق العمل بجميع النصوص.


(١) سلمة هو: سلمة بن المحبِّق الهذلي، بكسر الباء المشددة وقيل بفتحها، قيل: اسم المحبِّق، صخر، وقيل: ربيعة، يكنى أبا سنان، روى عنه ابنه سنان، وجَوْنُ بن قتادة، والحسن البصري، روى اثني عشر حديثاً انظر: الإصابة (٣/ ١٢٨).
(٢) أخرجه أحمد في المسند (٣٣/ ٢٥٨)، البيهقي في السنن الكبرى (١/ ٣٣)، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، انظر: المستدرك مع التلخيص (٤/ ١٥٧)،قال الحافظ: إسناده صحيح، انظر: التلخيص الحبير (١/ ٨٠).
(٣) انظر: السنن الكبرى (١/ ٣٣).
(٤) أبو المليح، بفتح الميم وكسر اللام واسمه عامر وقيل زيد بن أسامه الهذلي الكوفي ثم البصري من التابعين ثقة، مات سنة ٩٨ هـ. انظر ترجمته: المغني في ضبط أسماء الرجال ٢٤٠.
(٥) هو أسامه بن عمير الهذلي البصري له صحبة نزل البصره ولم يرو عنه إلا ولده انظر: تهذيب التهذيب برقم ٣٩٤، (١/ ٢١٠).
(٦) أخرجه أحمد في المسند (٥/ ٧٤، ٧٥) و الترمذي في سننه، كتاب اللباس، باب ما جاء في النهي عن جلود السباع ٤/ ٢٤١ (١٧٧٠) وأبو داود في سننه، كتاب اللباس، باب في جلود النمور والسباع ٤/ ٣٧٤، ٣٧٥ (٤١٣٢) والنسائي في سننه، كتاب الفرع والعتيرة، باب النهي عن الانتفاع بجلود السباع ٧/ ١٧٦ (٤٢٥٣) قال الحاكم: (هذا الإسناد صحيح). ووافقه الذهبي. انظر: المستدرك مع التلخيص (١/ ١٤٤).
(٧) انظر: كشاف القناع (١/ ٢٨٧)،حاشية الروض لابن قاسم (١/ ١١٢).

<<  <   >  >>