للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصل

ثم انتقل الفقه إلى طبقة أخرى:

منهم: الشيخ الإمام أبو بكر بن جعفر بن عبد الرحيم المحابي (١) [٧٥]، وهو شيخ زيد بن الحسن، وعبد الله بن أحمد، وزيد بن عبد الله اليفاعي، نفع الله بهم، فإن اليفاعي أيضاً قد كان قرأ على أبي بكر بن جعفر في بداية الحال، ثم انتقل عنه إلى غيره، وكان تفقه أبي بكر بأبيه جعفر بن عبد الرحيم «بمختصر المزني» وبشرحه و «مجموع المحاملي (٢)» ويقال أنه كان يحفظ «المجموع» عن ظهر غيب (٣). وقال القاضي طاهر بن يحيى: أخبره والده الإمام يحي عن شيوخه، أن أبا بكر بن جعفر كان يحفظ كتاب «الجامع في الخلاف» تصنيف أبيه جعفر بن عبد الرحيم «ومجموع المحاملي» عن ظهر غيب، وكان له في كل عام رحلة إلى زبيد، يناظر فيها القاضي محمد بن أبي عوف الحنفي، وكان أبو بكر يقطع الحنفي كثيراً ويستظهر عليه بشدة حفظه. وابن أبي عوف - ويقال ابن عوف - هذا هو المؤلف في زبيد كتاب «القاضي» المشهور عند الحنفية في اليمن والعراقين والشام مثل «المهذب» عندنا. وكان هذا الفقيه أبو بكر بن جعفر، رئيساً في الدين والدنيا، يصحب السلاطين [٧٦] ويقبل جوائزهم. فمنهم (٤):


(١) ترجم له الجندي لوحة ٨١.
(٢) المحاملي: هو أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل الضبي المعروف بالمحاملي، من كبار فقهاء الشافعية في عصره، ومن أشهر مصنفاته: المجموع، والمقنع، واللباب، والمجرد وغيرها. توفي سنة ٤١٥ هـ (الشيرازي ١٠٨ والسبكي ٣: ٢٠).
(٣) في ع: ظهر قلب.
(٤) فمنهم: أي من الملوك الذين صحبهم أبو بكر بن جعفر.

<<  <  ج: ص:  >  >>