للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان وِرْدَه أكثر زمانه في صلاة الليل بسُبع القرآن (١)، وكان رحمه الله يحبُ طلبة العلم والفقه واجتماعهم، ويكره لهم الخوض في علم الكلام.

ثم صنف رحمه الله [١٤٤] في خلال هذه المدة، كتاب «الإنتصار في الرّد على القَدَرية الأشرار» (٢) وذلك سبب فتنة أثارها قاضي الزيدية، وهو جعفر بن أحمد بن عبد السلام (٣) بن أبي يحيى المعتزليّ، في مدينة إبّ، ويقال أنه سأل المناظرة، فبعث إليه الإمام يحيى بن أبي الخير، الفقيه الفاضل المشهور عليّ بن عبد الله ابن عيسى بن أيمن الهرمي (٤)، فاجتمعوا في حصن شَواحط، حماه الله وعمره بالصالحين من عباده، وكان لهم فيه محفل عظيم مشهور، سنة أربع وخمسين وخمسمائة


(١) العبارة عند السبكي: «وكان ورده في الليلة أكثر من مائة ركعة بسُبع من القرآن العظيم».
(٢) من هذا الكتاب نسختان بدار الكتب المصرية إحداهما (برقم ٨١٨ علم الكلام) كتبت سنة ٧٠٧ هـ. والأخرى برقم ٨٣٥ علم الكلام. وعنوانه «الإنتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار» جاء في مقدمته أنه ألفه عندما علم أن قاضياً زيدياً معتزليا لقبه شمس الدين [هو القاضي جعفر بن أحمد بن عبد السلام] قدم إلى «إبّ» وأظهر القول فيها «بأن العباد يخلقون أفعالهم وأن القرآن مخلوق وغير ذلك من مذاهبه» ودعا الناس إلى ذلك وسأل الناس المناظرة من أهل السنة، فأجاب عليه العمراني برسالة ذكر فيها الأخبار المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم، بالتحذير من القدرية فلما رأى القاضي شمس الدين هذه الرسالة، صنف في الرد عليها كتابا وسماه «الدامغ للباطل من مذهب الحنابل». فلما اطلع عليه العمراني صنف في الرد عليه هذا الكتاب «الإنتصار».
(٣) شيخ علماء الزيدية في عصره، برع في الفقه والحديث وعلوم الكلام، وصنف كثيراً من المؤلفات. وكان قد سافر إلى العراق وتفقه على شيوخها ثم عاد إلى اليمن بالكثير من مصنفات أهل العراق ومن كتب المعتزلة توفي سنة ٥٧٣ (طبقات الزيدية لوحة ٢٨).
(٤) ستأتي ترجمته فيما بعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>