وإلا فإن المؤلف نفسه يفرق بين صاحبي هاتين الدعوتين بما يصف به علي بن الفضل من اللعن. وبما يصف به دعوة الهادي إلى الحق، وذريته بالأوصاف الطيبة في كثير من المواضع. ولا يخفى أيضاً أن المؤلف - وهو شافعي المذهب - كان يعيش في القرن السادس في وقت أشتد فيه أوار الخصومة بين الشافعية والزيدية، مما يلقي على أقواله في هذا الناحية ظلاً من التعصب والخصومة. (٢) ولد الإمام الهادي إلى الحق بالمدينة المنورة سنة ٢٤٥ هـ، واشتغل بالعلم منذ صغره في الحجاز والعراق، وظهر سلطانه في اليمن سنة ٢٨٠ هـ. دخل إليها بدعوة أهلها وقد عم بها مذهب القرامطة والباطنية، فجاهدهم جهاداً شديدا. وكان له شجاعة مفرطة وعلم واسع، وألف الكثير من المصنفات، حتى بلغت نيفاً وأربعين مصنفا (وفي دار الكتب المصرية مجموعة مصورة من بعض مؤلفاته عن أصولها الخطية المحفوظة بمكتبة الجامع الكبير بصنعاء). وهو مؤسس دولة الشرفاء العلويين في اليمن - وهي قائمة إلى وقتنا الحاضر - كما أنه واضع أساس الفقه الهدوي الذي تسير عليه الدولة اليمنية الزيدية حتى يومنا هذا. وتوفي الإمام الهادي سنة ٢٩٨ هـ. (٣) في ح: فتمسك. (٤) هذه العبارة في ح: «إما بمذهب أبي حنيفة وهو الغالب وإما بقول مالك وأصحابه».